تلقت الأقلية العربية الأميركية حصتها من ويلات إعصار كاترينا الذي شرّد نحو 40 عائلة عربية من مدينة نيو أورلينز وحولهم "مهجّرين"بين ولايتي ميتشيغان وتكساس, فيما يسعى أعضاء الجالية من نواب في الكونغرس ومنظمات عربية - أميركية, الى جمع التبرعات وتقديم المعونات للمصابين من الكارثة. أكدت الناطقة باسم المركز العربي للخدمات الاقتصادية والاجتماعية أكسس حنان ديب إلى"الحياة", أن أكثر من 15 عائلة عربية من نيو أورلينز وصلت مدينة ديربورن الأميركية منذ أسبوعين حيث الحضور كثيف للجالية, فيما توجهت 25 عائلة أخرى, على متن حافلات حكومية الى مدينة هيوستن في تكساس. وفي اتصال"الحياة"بملجأ ديربورن ميتشيغان الذي يضم حالياً أكثر من 60 عربياً من أصول يمنية ولبنانية وعراقية, وصف سامي الحاج اللبناني الأصل حال عائلته بال"مأساوية", اذ دمر الاعصار كل ممتلكاتهم, وذكرهم بأيام الحرب اللبنانية التي لم يتوقعوا أن تتكرر مظالمها في الولاياتالمتحدة. وتحدث الحاج الذي فر مع عائلته قبل أن يضرب الاعصار نيو اورلينز, عن صعوبات في المدى القصير مثل تدبير الامور الحياتية, وأخرى في المدى الأبعد بشأن مستقبل العائلة والضبابية التي تحيط بمصير المدينة. وأشارت ديب الى أن"أكسس"تعمل حالياً بالتعاون مع مؤسسة الصليب الأحمر الأميركي ومركز"جيش الخلاص"على تأهيل الملاجئ وتوفير مواد غذائية للاجئي ديربورن, وهي على اتصال أيضا باللاجئين ال 120 من أبناء الجالية في مدينة هيوستن, فيما لازم عدد ملحوظ من الأقلية ولاية لويزيانا. وتشير جداول عام 2000 للهيئة الفيديرالية للاحصاءات الى وجود 13445 مواطناً من أصل عربي في ولاية لويزيانا, و6634 في ولاية آلاباما, و4158 في ولاية ميسيسيبي, وأكثرهم من جذور لبنانية وسورية ومصرية. وأكد مكتب النائب في الكونغرس عن ولاية لويزيانا تشارلز بستاني اللبناني الأصل ل"الحياة"أن"اعصار كاترينا وحّد الأقليات والمجموعات العرقية الموجودة في الولاية". وشرح المكتب على لسان الناطقة باسم بستاني أيمي جونز, أن النائب المنتخب عام 2004 عن الحزب الجمهوري, يقضي أكثر من 12 ساعة يومياً في مدينة لا فاييت في ضواحي نيو أورلينز لتفقد الملاجئ وتوجيه المساعدات الغذائية الى المتضررين. والتقى بستاني مطلع الأسبوع الماضي, الرئيس جورج بوش كما اجتمع بقيادات الكونغرس لاطلاعهم على تفاصيل الوضع. وبادرت مجموعات من الأقلية العربية الى جمع تبرعات للاغاثة من الكارثة والتي تقدر أضرارها المادية ب200 بليون دولار. وأطلقت الجالية اللبنانية حملة جمع تبرعات داخل الولاياتالمتحدة وفي لبنان عبر المواقع الالكترونية للمجموعات أو عبر تبرعات نقدية مباشرة. وأبلغ"الحياة"غابي الياس مدير المجلس اللبناني-الأميركي للديموقراطية في ديترويت ميتشيغان, والمشرف على الحملة, أنه وبعد أقل من يومين على اطلاق المبادرة جُمع نحو 40 ألف دولار أميركي. ولم يحدد الياس مدة زمنية للحملة, لكن أكد أن الأموال سترسل الى السفارة الأميركية في بيروت فور انتهاء المهمة ومنها الى واشنطن. ويشارك في الحملة مجلس المنظمات اللبنانية -الأميركية, ومنظمة"أميركيو نيو إنغلند من أجل لبنان".