سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يواجه قريباً أول اختبار جدي لقيادته عندما يصوت مركز حزبه على الانسحاب من الحكومة . بيرتس يرد على "استعلاء" شارون و "تهربه" من لقائه مهدداً بالتصويت مع مشروع قرار لتقديم الانتخابات
اتفقت قراءة الوسطين السياسي والاعلامي في اسرائيل للحرب الكلامية التي اندلعت في اليومين الأخيرين بين زعيم حزب"العمل"عمير بيرتس ووزراء في حزب"ليكود"الحاكم على خلفية ما وصفه الأول"تهرب"رئيس الحكومة ارييل شارون من لقائه، على ان الائتلاف الحكومي بين"ليكود"و"العمل"يعيش ايامه الأخيرة وان جلسة الحكومة الأسبوعية أمس التي استغرقت ربع ساعة فقط قد تكون الأخيرة بمشاركة وزراء"العمل". وبدا من التراشق الكلامي بين الطرفين ان كلا منهما يحاول لي ذراع الآخر، إذ سارع القريبون من شارون الى القول ان الأخير لا يقيم اعتباراً لتهديد بيرتس بالتصويت الاربعاء الى جانب مشروع قانون لتبكير الانتخابات البرلمانية في حال أصر شارون على لقاء زعيم"العمل"الخميس المقبل، فيما يطالب بيرتس بعقده اليوم أو غداً بهدف الاتفاق على موعد للانتخابات وإلا دعم مشروع القانون الذي سيقدمه الى الكنيست النائب من حزب"مفدال"زبولون اورليف بعد غد الاربعاء لحل الكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة. وكان بيرتس رأى في إرجاء شارون الاجتماع معه الى الخميس"لعبة وتحايلاً"وانه يريد احراج"العمل"والحيلولة دون تصويته الى جانب مشروع قانون تقديم الانتخابات. وبدا بيرتس حازماً في مطالبته بتبكير الاجتماع، معتبراً إرجاءه الى الخميس استهتاراً به. وقال متحدياً:"ولت ايام كان يلعب شارون بالساحة الحزبية كأنه يدير مزرعته... حزب العمل لا يعمل لدى شارون، وإذا ما أصر على عقد الاجتماع الخميس فسيجد نفسه أمام حقيقة ناجزة"بتبكير الانتخابات. ورد أقطاب في"ليكود"وقريبون من شارون على"انذار"بيرتس بمزيد من الاستخفاف والتهكم الى حد القذف. وقالت وزيرة التعليم ليمور لفنات ان بيرتس"لا يجيد سوى السفسطة واثارة ضجة فارغة ولا ينبغي ان تثير أقواله أي انفعالات... ليكود سيتوجه الى الانتخابات موحداً وواثقاً من نفسه ومن تحقيق النصر". واتهمت أوساط شارون الزعيم الجديد للعمل بأنه يتصرف بصبيانية وان هجومه على رئيس الحكومة ينبغي ألا يتم الالتفات له. ورداً على ادعاء بيرتس انه اتصل 22 مرة بمعاوني شارون بطلب التحادث اليه، قال أحد القريبين من رئيس الحكومة ان"الرجل الذي سرق حزب العمل وسيطر عليه بعدوانية يعاني من أزمة نفسية"، مضيفاً ان بيرتس يريد من"عرض عضلاته"على شارون تدعيم مكانته الجديدة داخل حزبه. الى ذلك، تحدثت الصحف العبرية عن انتقادات لبيرتس صدرت عن شخصيات في حزبه. وكتبت صحيفة"هآرتس"ان الانتقاد الأبرز تمحور في"اسلوب بيرتس"وانه بمقدوره أن يطرح مطالبه"على نحو أكثر احتراماً ومسؤولية"وان لا داعي لصورة الهلع التي يبثها. في المقابل، رأى وزير الداخلية العمالي أوفير بينيس ان"الاستعلاء والاستهتار"من جانب"ليكود"بزعيم"العمل"الجديد ينمان عن حال من الهستيريا والهلع تعصف به نجمت عن انتخاب بيرتس زعيماً. وأضاف بينيس تقديره بأن نواب"العمل"لن يصوتوا بعد غد الى جانب الاقتراح بحل الكنيست"الا اذا أقدم شارون على خطوات تتعارض مبدئياً وسياسة العمل". من جهتها توقعت النائبة يولي تمير القريبة من بيرتس ان تسقط الحكومة الحالية بحلول آخر الاسبوع الجاري. الاختبار الأول من جهة أخرى، يرى معلقون في الشؤون الحزبية ان بيرتس سيواجه قريباً الاختبار الجدي الأول لقيادته حين يطرح على مركز الحزب اقتراحه الانسحاب الفوري من الحكومة. ويشير المعلقون الى حقيقة ان غالبية نواب الحزب في الكنيست لا تؤيد فك الشراكة الحكومية وان 11 منهم يشغلون مناصب وزارية 8 وزراء و3 نواب وزراء هذا فضلاً عن ان قوة بيرتس الأساسية التي أوصلته الى زعامة"العمل"تكمن في فروع نقابات العمال ولجان العمل وليس في مركز الحزب الذي يسيطر عليه"الحرس القديم". ويشفع لبيرتس في التصويت تمسكه ببقاء سلفه شمعون بيريز في موقع ريادي بعد ان اقترح ترشيحه ثانياً على لائحة الحزب الانتخابية من دون ان يخوض المنافسة، والتزم أيضاً ان يكون بيريز المسؤول عن متابعة القضايا السياسية المختلفة، أي الرجل الثاني في الحزب وفي الحكومة في حال فاز"العمل"في الانتخابات. وفي"ليكود"، ما زال السؤال الأبرز المطروح يتعلق بالقرار الذي سيتخذه زعيمه شارون: هل يخوض الانتخابات المقبلة على رأس القائمة الانتخابية أو ضمنها - في حال خسر المنافسة على زعامة الحزب أمام بنيامين نتانياهو، أم ينسلخ عن الحزب ويقيم اطاراً جديداً؟ ووفقاً لصحيفة"هآرتس"فإن شارون سيحسم أمره في غضون الاسبوعين المقبلين بعد أن يجري معسكره استطلاعاً في أوساط منتسبي"ليكود"لتبيان فرص نجاحه أمام نتانياهو.