طالب عشرات آلاف المتظاهرين العرب السنة أمس، بإعادة الانتخابات التشريعية في ظل تصعيد تقودة القائمتان السنيتان"جبهة التوافق العراقية"و"الجبهة العراقية للحوار الوطني"و"القائمة العراقية الوطنية"بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، وسط اتهامات بحدوث تلاعب بنتيجة الانتخابات ووقوع حالات تزوير أفضت الى خسارتهم عشرات المقاعد لمصلحة قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية. ورد"الائتلاف"الشيعي و"التحالف الكردستاني"على مطالبة المعترضين على الانتخابات"المزورة"مرام بإعادة الانتخابات، بعدم وجود مانع من تشكيل حكومة ائتلاف وطني، معتبرين أن التزوير تسبب في ضياع أصوات لمصلحة"الائتلاف"أيضاً. ونظمت"جبهة التوافق العراقية"سنية في بغداد أمس الجمعة تظاهرة احتجاجاً على نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في منطقة اليرموك غرب بغداد. وانطلق متظاهرون من أمام مقر"الحزب الاسلامي العراقي"في اليرموك بعد صلاة الجمعة في جامع"عمر المختار"منددين بنتائج الاقتراع، حاملين شعارات وصفت الانتخابات بأنها مزورة وغير عادلة، وأخرى كتب عليها"كلا كلا للتزوير"، و"نطالب بتغيير المفوضية وإعادة الانتخابات"و"نعم للتمثيل الحقيقي ولا للتمثيل المزيف"و"يا ايران بره بره خلي بغداد تبقى حره". وانضم المصلون السنة من جامعي"أبو حنيفة النعمان"و"العساف"في الأعظمية الى التظاهرة، في حين طوّقت قوات الشرطة العراقية الأعظمية منذ ساعات الصباح الأولى مغلقة الطرق المؤدية اليها. كما شهد ليل أول من أمس تبادلاً لاطلاق النار بين مسلحين والشرطة. وقال إمام وخطيب"جامع أم القرى"السني الشيخ محمود الصميدعي إن"أهل السنة مستاؤون من النتائج لأن التغاضي عنها يعني حكومة أربع سنوات غير مرضية". وتركزت خطبته أمس على الخروقات التي حدثت في الانتخابات في مدن تسيطر عليها الميليشيات الحزبية، وكذلك من النقص في المستلزمات الانتخابية في مراكز المدن السنية. وندد الصميدعي بنتائج الانتخابات التي أشارت الى تقدم لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية على بقية القوائم، معتبراً أنها"مزورة". وقال أمام مئات المصلين إن"العراق الذي كان يتطلع الى حكومة وطنية تضم جميع الأطياف تفاجأ بعملية تزوير الانتخابات". وحذر"من الذين يريدون الانتخابات"، قائلاً:"من كان صادقاً، عليه أن يقود العراق على الحق لا على التزوير"، داعياً الى"عدم مصادرة إرادة الشعب". وندد ب"صمت"الدول العربية، مؤكداً أن"هذا السكوت سيكون وبالاً عليهم يوماً ما"، داعياً الأممالمتحدة والدول الغربية والاسلامية الى"تدارك الموقف". وكان 35 تكتلاً سياسياً طالبوا باعادة الانتخابات، وشكلوا حركة"مرام"لإطلاع المجتمع الدولي على"التزوير"الذي رافقها. في المقابل، صرح رئيس الجمهورية جلال طالباني بأن"التحالف الكردستاني"الذي يتزعمه يعتز بتحالفاته القديمة مع"الائتلاف"الشيعي مع سعيه الى لمّ شمل الجميع على"مائدة"الحوار الوطني. وشدد في بيان على ضرورة عقد لقاء بين القوائم الأربعة الفائزة في الانتخابات وهي"الائتلاف الموحد"، و"التحالف الكردستاني"، و"التوافق العراقي"، و"القائمة العراقية الوطنية"، لافتاً الى أنه"أحد الذين دعوا الى حكومة توافق وطني نحو الازدهار والوئام ضد العصيان والارهاب". وأضاف:"بصفتي رئيساً للجمهورية، فانني مسؤول عن كل عراقي وعن ماله وحياته وكرامته وحقوقه، وبالتالي فأنا مستعد لسماع الجميع حتى إن كانوا يحملون السلاح ضد الحكومة". وأوضح:"اتصلت بالكتل السياسية لدرس الاعتراضات على نتائج التصويت ... اذا كانت الاعتراضات منطقية فعلى مفوضية الانتخابات البت فيها، أما اذا كانت مسألة تقديرات فعلى الخاسرين التحلي بالروح الرياضية والقبول بالنتائج النهائية". في هذا الصدد، أعرب رئيس قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"عبدالعزيز الحكيم عن أسفه لرفض بعض الجهات نتائج الانتخابات، وقال بعد زيارته السيد علي السيستاني أول من أمس إن اعلان 35 مجموعة سياسية سنية وشيعية وعلمانية رفضها نتائج التصويت"أمر مؤسف وغير مبرر"على رغم انه من حقها. وأضاف أن"الائتلاف أقوى من أن تقف أمامه مجموعات تتهمه بالتزوير لأنه يمثل غالبية العراقيين". وفي خصوص زيارته للسيستاني، أكد أن الهدف منها"تقويم نتائج الانتخابات".