] تبدأ اليوم (الثلاثاء) في منتجع دوكان في مدينة السليمانية شمال العراق مفاوضات صعبة ومعقدة بين الفرقاء السياسيين للوصول إلى مخرج للازمة السياسية التي نتجت عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية بفوز كبير للائتلاف العراقي الموحد. وقالت مصادر حكومية ل «الرياض» أمس إن من المؤمل إن «ينضم إياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية بعد وصوله من الأردن وقادة جبهة التوافق العراقية وجبهة الحوار الوطني, إلى كل من الرئيس العراقي جلال طالباني, وعبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد الذي وصل منتجع دوكان يوم أمس الأول وكان في استقباله في مطار السليمانية الدولي الرئيس العراقي جلال طالباني، كما سيشارك مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان وبحضور السفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زاد». وأشارت مصادر حكومية إن «هناك تقارباً في وجهات النظر بين قائمة الائتلاف العراقي ذات الأغلبية الشيعية وجبهة التوافق السنية لتشكيل حكومة وحدة وطنية وبتأييد من التحالف الكردستاني. وأوضحت «إلا إن القائمة العراقية التي يترأسها إياد علاوي رئيس الوزراء السابق لم تفصح عن توجهات ولا تزال تصر على إعادة الانتخابات وإلغاء النتائج الحالية وهذا ما لا توافق علية الإطراف الأخرى بما فيها الأطراف السنية القريبة من علاوي». المحاولات التي يبذلها الرئيس العراقي مستمرة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين للخروج باتفاق كردي سني شيعي علماني بتشجيع أمريكي لتشكيل الحكومة المقبلة من هذه المكونات الرئيسية التي تمثل أطياف الشعب العراقي الأساسية. وكانت القوى السياسية أكدت في اجتماعات عقدت في منزل الرئيس طالباني في منطقة الجارية ببغداد وصولها إلى اتفاق يقضي إلى تغليب الحل أو الخيار القانوني لحل الإشكالات الانتخابية، ولم تفسر تلك القوى طبيعة الحل القانوني وهل إن الأطراف التي سوف لن ينصفها الحل القانوني ستقبل به ومن سيقوم بإعطاء الرأي القانوني هل هي لجنة تمثل من نفس الكتل إما لها صبغة دولية. المجتمعون في دوكان وعلى رأسهم السفير الأمريكي سيجدون صعوبة بالغة في الخروج بخليط متجانس بين هذه القوى المشتته لتكوين حكومة وحدة وطنية وأول المشاكل التي تعترض المجتمعين توزيع المقاعد في مجلس النواب والمناصب السيادية والوزارات الحساسة وأهمها الداخلية والدفاع لاسيما إن هناك صراعاً خفياً ليس بين الكتل السياسية وإنما في القائمة الواحدة على استلام تلك المناصب. من جهة أخرى أعلنت حركة «مرام». وهي حركة تضم جميع القوائم المعترضة على نتائج الانتخابات أنها ستنظم اليوم الثلاثاء تظاهرة كبيرة تتزامن مع مباحثات منتجع دوكان للمطالبة بإعادة الانتخابات في العراق. يذكر إن حركة مرام قادتها حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها إياد علاوي ضمت اغلب القوائم التي لم تحقق نتائج لحصول على مقاعد كبيرة في مجلس النواب. على الصعيد ذاته ذلك نفت جبهة التوافق العراقية الأخبار التي تحدثت عن تهديدها بالانسحاب من العملية السياسية كما نفت انضمامها إلى حركة مرام.