يواصل المستشار الالماني غيرهارد شرودر ومنافسته آنغيلا مركل وقادة الاحزاب المتنافسة حملاتهم الانتخابية اليومية في البلاد، على رغم عدم صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا بعد في الطعون المقدمة ضد دستورية حل البرلمان، علماً أنه لم يعد يفصل الناخبين عن موعد الاقتراع الذي حدد في 18 الشهر المقبل سوى 27 يوماً. ويتوقع صدور الحكم يوم الخميس أو الجمعة المقبلين. ولا يمر يومان تقريباً من دون صدور استطلاع عن ميول الناخبين الألمان البالغ عددهم 60 مليوناً. وكان آخر استطلاع نشرته مجلة"دير شبيغل"مطلع هذا الأسبوع، يبين أن"الناخب الأكبر"حتى الآن نحو نصف المستفتين لا يزال حائراً ولم يستقر على حزب محدد بعد. أما بالنسبة إلى النصف الثاني من الناخبين، فلا تزال فرصة فوز التحالف المسيحي - الليبيرالي موجودة. إلا أن استطلاعات المعاهد الأكثر جدية وبعداً من تأثيرات الأحزاب المتنافسة، تشير أكثر وأكثر إلى أن نسبة مؤيدي هذا التحالف تراجعت من 54 في المئة في شهر حزيران يونيو الماضي إلى 49 في المئة حالياً، وارتفعت في المقابل فرصة قيام"تحالف قسري"بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي، وهو تحالف غير مرغوب من الجانبين، لكنه قد يفرض نفسه في هذه الحال فرضاً، علماً أن 40 في المئة من الناخبين يفضلونه على غيره من التحالفات، وهو أمر لم يحصل إلا مرة واحدة في النصف الثاني من ستينات القرن الفائت في عهد المستشار المسيحي كورت كيسنغر. ولم تستبعد"دير شبيغل"حصول تغييرات في ميول الناخبين، كلما اقترب موعد الاقتراع، وذلك في شكل يمكن أن يقلب الصورة الراهنة. زعيمة المعارضة وبهدف تحسين صورتها وحظوظها تتهيأ المعارضة غداً الاربعاء لعقد قمة بين رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي آنغيلا مركل ورئيس الحزب الاجتماعي المسيحي إدموند شتويبر ورئيس الحزب الليبيرالي غيدو فيسترفيلله. وتراوح شعبية الحزب الليبرالي في الاستطلاعات بين 6 و8 في المئة من الأصوات يمكن أن ترجح في الحال الثانية فقط فوز المعارضة. وأعادت مركل في حوار أجرته معها القناة التلفزيونية الأولى ليل أول من أمس، التأكيد على هدف إسقاط الائتلاف الاشتراكي - الأخضر الحاكم منذ سبع سنوات، قائلة إن برنامج الاتحاد المسيحي الذي يطرح الإصلاحات الضرورية الجذرية"يقدم الحلول الأفضل للبلاد لإخراجها من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها". وفي المقابل شدد المستشار شرودر في جولة انتخابية في شمال البلاد على أن حكومته"كانت الأولى التي تجرأت على السير في طريق الإصلاحات الحقيقية بعدما عملت المعارضة التي كانت في موقع الحكم 16 سنة، على إخفاء الحقائق عن الشعب". ويبدو أن حزب شرودر يخرج شيئاً فشيئاً من قعر الهوة التي وصل إليها في الشهرين الماضيين فاستعاد أخيراً بعضاً من شعبيته 20 في المئة في مقابل 26 في المئة، لكنه لا يزال بعيداً جداً من النسبة التي استقر عليها الاتحاد المسيحي حالياً 42 في المئة في مقابل 45 في المئة. ويؤثر سلباً على الحزب الاشتراكي الديموقراطي عاملان قويان هما رفض أقسام كبيرة من قاعدته الشعبية الإدلاء بصوتها، بسبب استيائها من نهجه ونهج شرودر الإصلاحي، وتحول قسم آخر للتصويت لمصلحة حزب اليسار الجديد الذي يضم حزب الاشتراكية الديموقراطية الشيوعي الإصلاحي والحركة التي شكلتها مجموعة كبيرة من المنشقين عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي بقيادة رئيسه السابق أوسكار لافونتين العدو اللدود لشرودر. وتعطي الاستطلاعات الجارية الحزب الجديد إمكان الحصول على 12 في المئة من أصوات الناخبين، واحتلال المرتبة الثالثة في البرلمان بينما لن تتجاوز حصة الخضر الثمانية في المئة.