سيطر التوتر والحذر على الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية أمس وخصوصاً في محاور شبعا وكفرشوبا والغجر، بعد التصعيد الذي شهدته بعد ظهر الاثنين وخلال الليل اعنف الاشتباكات بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الاسلامية - حزب الله منذ الانسحاب الاسرائيلي، فيما استمرت الاتصالات الديبلوماسية ناشطة طوال ليل الاثنين - الثلثاء واستمرت طوال يوم امس للجم أي تدهور خطير يؤدي الى توسع هذه الاشتباكات. واتجه معظم ردود الفعل الدولية على التصعيد الذي شهده جنوبلبنان وأدى الى مقتل جندي اسرائيلي وجرح عشرة آخرين، والى استشهاد أربعة من مقاتلي"حزب الله"في القصف الاسرائيلي على مواقع الحزب، وفق المعلومات الصادرة عن الاخيرة، الى تحميل الجانب اللبناني مسؤولية البدء بالتصعيد. وشملت الاتصالات الديبلوماسية التي كانت الأممالمتحدة محورها مسألة سحب جثث المقاومين الذين سقطوا في بلدة الغجر التي يفصلها الخط الأزرق الى جزأين، واحد داخل الاراضي اللبنانية وآخر في الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل. واخترق زورق حربي إسرائيلي بعد ظهر أمس، الخط الأزرق داخل المياه الإقليمية اللبنانية في رأس الناقورة ورأس البياضة قرب مدينة صور الجنوبية، قبل أن يتبعد في عرض البحر، ليحل محله زورق آخر في رأس الناقورة. وأفادت المعلومات من منطقة حاصبيا أن المدخل الشمالي لبلدة الغجر السورية المحتلة تعرض في الجزء اللبناني منه لسقوط عدد من قذائف المدفعية الإسرائيلية. وذكرت مصادر أمنية في مرجعيون أن دوي انفجار ترددت أصداؤه في منطقة مرجعيون ناجم عن انفجار صاروخ موقوت كانت ألقته الطائرات الإسرائيلية أول أمس خلال غاراتها على أطراف العديسة الجنوبية. وكانت الاعتداءات الإسرائيلية استمرت طوال ليل أول من أمس على مختلف محاور منطقة العرقوب إلى جانب اكثر من عشر غارات جوية ليلية وعلى اكثر من مكان. وطاولت القذائف محيط 12 قرية وردت المقاومة بقصف مدفعي وصاروخي، فيما استهدفت الطائرات المعادية بإحدى غاراتها الجسر الذي يربط بلدة عين عرب بالعباسية والمجيدية والماري وبالتالي منطقة مرجعيون وحاصبيا، وهو جسر كبير يبلغ ارتفاعه 30 متراً وعرضه عشرة أمتار وطوله 30 متراً. ونجت عائلة من بلدة العباسية كانت تحاول عبور الجسر. وناشد الأهالي الدولة العمل السريع لإيجاد بديل عنه وربط منطقتهم بمنطقة العرقوب حيث توجد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التابعة لهم. وعملت فرق من مؤسسة كهرباء لبنان على إصلاح الأعطال التي لحقت بشبكة الكهرباء في قرى عدة. كما سيرت القوة الأمنية المشتركة اللبنانية دوريات في المناطق التي كانت عرضة للاعتداءات الإسرائيلية. وأفاد شهود بأن القذائف التي استهدفت الموقع الإسرائيلي في الغجر أحرقت عددا من المدرعات والآليات العسكرية في داخله شوهدت بالعين المجردة من الجانب اللبناني والنار تلتهمها. كما أصيبت منصة الصواريخ المضادة للطائرات التي كانت مركزة داخل هذا الموقع . وخيم هدوء ثقيل على مختلف المحاور أمس، في ظل حركة إسرائيلية مدرعة بعيداً من الحدود، وقريباً منها. وفي الجانب اللبناني، شوهد عناصر المقاومة على سلاحهم في المناطق الحدودية. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز أن القصف الذي شنه"حزب الله"كان الاعنف منذ انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان في أيار مايو 2000. وقال موفاز ان الرد الاسرائيلي على هذا القصف كان عنيفاً أيضاً وطاول مواقع لحزب الله لم يسبق ان هاجمها الجيش الاسرائيلي. وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس إن الحكومة اللبنانية طلبت أمس من اسرائيل بواسطة قوات الاممالمتحدة في جنوبلبنان وقف عمليات القصف رداً على هجمات"حزب الله". وأعلن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ أنه اجرى اتصالات شملت عدداً من الديبلوماسيين لاعادة الهدوء ووقف الاعتداءات الاسرائيلية التي سبقتها اسرائيل بحشود على طول الحدود ورافقتها بحملة اعلامية تتهم فيها لبنان بالتصعيد، وتحدث عن الخروق البرية والبحرية والجوية الاسرائيلية. وأكد على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة واطلاق الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية. وفي المواقف الخارجية دانت باريس أمس الهجمات التي نفذها"حزب الله"، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية:"اننا ندين الهجمات التي نفذتها الذراع العسكرية لحزب الله في منطقة مزارع شبعا"، وندد"بشكل عام بانتهاكات الخط الأزرق"على الحدود اللبنانية الاسرائيلية"أياً كان مصدرها، وبما فيها الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية من قبل الطيران الاسرائيلي". واضاف ان باريس تدعو"الى التهدئة وانهاء العمليات العسكرية واحترام الخط الازرق وتجنب أي تصعيد"في المنطقة، مؤكداً أنه من الضروري"أن يتمكن لبنان من ممارسة سلطته على كل اراضيه"، وأن يحظى"باحتكار القوة وفقاً لما تنص عليه قرارات مجلس الأمن". واكد ماتي ضرورة"ان يعمل جميع الاطراف على ضمان استقرار لبنان في يوم احتفاله بعيد الاستقلال".