تمر اليوم الاثنين، الذكرى العاشرة للتوصل الى اتفاق وقف الحرب البوسنية بعد مفاوضت استمرت نحو ثلاثة أسابيع في قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة دايتون الأميركية، فيما تصاعدت الدعوات لتغيير الاتفاق الذي يعتبر دستوراً للبلاد على رغم اصرار الصرب على رفض ذلك. وقال المبعوث الأميركي السابق الى منطقة البلقان الذي أشرف على المفاوضات ريتشارد هولبروك، في تصريح نقله تلفزيون ساراييفو أمس، ان"الاتفاق ليس مثالياً، ولكنه أثبت نجاحه في انهاء الحرب البوسنية الذي كان الهدف الرئيس للمفاوضات". واعتبرت سفيرة البوسنة - الهرسك لدى الولاياتالمتحدة بيريزا تركوفيتش، ان الاتفاق"أنقذ البوسنة من المآسي التي أصابتها، ووضع شعوبها في اتجاه الوفاق واعادة البناء". وأضافت:"لكن بعد عشر سنوات على الاتفاق، ظهرت الحاجة الى تغييره، بحيث يتم تقليل التركيز الذي تضمنه على الأمور العرقية في مقابل التأكيد على الانسجام بين الأديان وتقارب الثقافات البوسنية". وأكد صرب البوسنة رفضهم لأي تغيير ينتقص من حقوقهم الواردة في الاتفاق، خصوصاً ما يتعلق بكيانهم الجمهورية الصربية الذي يتمتع باستقلال ذاتي واسع، اضافة الى تشكيلات المؤسسات المركزية هيئة الرئاسة والحكومة والبرلمان الموزعة بين الأعراق الثلاثة بالمناصب وتناوب رئاساتها. وأعرب رئيس صربيا بوريس تاديتش في تصريح لتلفزيون بلغراد أمس، عن رفضه لأي تغيير في بنود اتفاق دايتون من دون موافقة صرب البوسنة. وأضاف:"حقق اتفاق دايتون هدفه في ارساء السلام في البوسنة، وأي مراجعة أحادية له قد تلحق ضرراً بهذا الانجاز المهم". ومعلوم ان اتفاق دايتون أكد على وجوب قبول أطرافه المحلية الثلاثة: المسلمة والصربية والكرواتية لأي تغيير يتم فيه، وان"اتحاد صربيا والجبل الأسود - يوغوسلافيا سابقاً"كان من الدول المشاركة في مفاوضاته والراعية لابرامه، ما يسمح له ابداء الرأي في قضايا تغييره. ومن جهة أخرى، أفاد مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ان اتفاق دايتون"أنهى الحرب في البوسنة وفتح تاريخاً جديداً لهذه البلاد، أسفر عن تحقيق اقترابها من الاتحاد الأوروبي الذي يبدأ الأسبوع المقبل، محادثات انضمامها اليه".