أعلن تلفزيون بلغراد أمس، أن الحكومة الصربية ابرمت اتفاقات خاصة مع كيان صرب البوسنة، لدعم العلاقات الأخوية والاقتصادية معه، بما يوفر المجال لصيانة حقوق الصرب البوسنيين بحسب اتفاق «دايتون» المبرم بين الأطراف البوسنية (المسلمين والصرب والكروات) لإنهاء الحرب الأهلية أواخر 1995. ويأتي ذلك، بعد محادثات أجراها رئيس هيئة الرئاسة البوسنية للدورة الحالية (الصربي) نيبويشا رادمانوفيتش في بلغراد مع كل من الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته ميركو سفيتكوفيتش. وأفاد تلفزيون بلغراد في عرضه لهذه المحادثات، أن الطرفين «أكدا مواصلة التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بصورة قوية بينهما، إضافة إلى المشاريع التي تتولى صربيا انجازها للجمهورية الصربية (كيان صرب البوسنة) والبالغة قيمتها بليون يورو». وأكد الرئيس تاديتش في مؤتمر صحافي مشترك مع رادمانوفيتش، أن صربيا «باعتبارها الضامن لاتفاق دايتون، ستبقى ملتزمة أمرين مهمين، الأول حق دولة البوسنة الهرسك في الاستمرار بصورتها الاتحادية الحالية، والثاني دعم الجمهورية الصربية في الحفاظ على وضعها الراهن الممنوح لها بحسب الاتفاق». على صعيد آخر، قدم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش مذكرة من 140 صفحة تدّعي وجوب اسقاط التهم المنسوبة اليه في حرب البوسنة 1992- 1995، لأنه تلقى وعداً بالحصانة من المبعوث الاميركي السابق ريتشارد هولبروك. وكان كاراجيتش اعتقل وقدم الى المحكمة الدولية العام الماضي بعد 11 سنة من الهرب. وقال ان هولبروك عرض عليه الحصانة في عام 1996 اذا اختفى من الحياة العامة. وقال كاراجيتش ومحاميه في المذكرة: «إذا وجدت هيئة المحكمة ان اتفاق هولبروك ملزماً، فعليها ان تأمر برفض لائحة الاتهام». ويواجه كاراجيتش تهمتي الابادة الجماعية خلال حصار دام 43 شهراً لساراييفو ومجزرة عام 1995 بحق ثمانية آلاف مسلم في سريبرينيتسا. ونفى هولبروك وجود اتفاق واعتبر ذلك «كذبة اخرى من شر رجل في أوروبا». ومن بين الوثائق في المذكرة نسخة من اتفاق باللغة الانكليزية والذي يبدو انه ارسل بالفاكس ونسخ مرات عدة، لكنه ما زال واضحاً ويصف شروط كاراجيتش للانسحاب من العمل العام. ووقع على الاتفاق كاراجيتش ورئيس صربيا السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وسياسيون آخرون في ذلك الوقت. ولكن لا يوجد توقيع لهولبروك على الوثيقة واعترف محامي كاراجيتش بأن من غير المحتمل ان يعثر على اي وثيقة تحمل توقيع هولبروك.