} اتفقت بلغراد وساراييفو على انهاء خلافاتهما التي استمرت حوالى تسع سنوات، وقررتا تبادل البعثات الديبلوماسية والسفراء وحل المشاكل العالقة والتي نجمت عن انهيار يوغوسلافيا السابقة والحرب البوسنية. وقّع وزير الخارجية البوسني يادرانكو برليتش الذي زار بلغراد خلال اليومين الماضيين، مع نظيره اليوغوسلافي غوران سفيلانوفيتش "بروتوكول تبادل البعثات الديبلوماسية وتطبيع العلاقات بين البوسنة الهرسك ويوغوسلافيا". وأكد الاتفاق "انهاء كل المشاكل التي حالت دون تقوية العلاقات الاقتصادية وتبادل البضائع وجعل الرسوم الجمركية في ادنى المستويات، ورفع القيود عن حركة وسائط النقل والسكان بين يوغوسلافيا والبوسنة، اضافة الى السعي المشترك لاعادة النازحين واللاجئين الذين شردتهم الحرب البوسنية الى ديارهم". وتعهد الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا ورئيس وزرائه زوران جيجش، اثناء لقائهما الوفد البوسني، بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بأقصى سرعة. وأشاد رئيس هيئة رئاسة جمهورية البوسنة الهرسك جيفكو راديشيتش بالاتفاق، ووصفه بأنه "يمثل بداية حقيقية لتطبيع العلاقات البوسنية اليوغوسلافية، ونسيان مشاكل الماضي والعمل من اجل مستقبل البلدين والمساهمة في استقرار منطقة البلقان". ورحّب قادة صرب البوسنة بالاتفاق، ووصفه رئيس الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة ميركو شاروفيتش بأنه "فتح المجال امام تحقيق العلاقات الخاصة بصورة رسمية بين الجمهورية الصربية ويوغوسلافيا ووفّر الفرصة لمن يرغب من البوسنيين واليوغوسلاف بالحصول على الجنسية المزدوجة بين البلدين". وشكل هذا الاتفاق، آخر قطيعة بين دولتين من جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، اذ كانت بلغراد الوحيدة التي لم تتبادل البعثات الديبلوماسية مع ساراييفو، بعدما تبادلت البوسنة السفراء مع جمهوريات سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا. وكان اتفاق دايتون الذي انهى الحرب البوسنية منذ خمس سنوات، نص على التطبيع الكامل للعلاقات بين ساراييفو وبلغراد، لكن الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش حال دون تحقيق ذلك، من خلال الشروط التي كان يضعها على البوسنة، بأن تتخلى عن اتهام يوغوسلافيا بالضلوع في الحرب البوسنية والاعتراف بأن الاتحاد اليوغوسلافي الجديد صربيا والجبل الاسود هو استمرار ليوغوسلافيا السابقة، ما يعني ان استقلال البوسنة انفصال من جانب واحد ولا يحق لها المطالبة بأي إرث يوغوسلافي.