مرت الذكرى العاشرة لبدء المفاوضات الدولية في الولاياتالمتحدة لانهاء الحرب البوسنية، التي أسفرت عن ابرام اتفاق دايتون. واعتبر كل من سليمان تيهيتش، رئيس البوسنة - الهرسك، وستبي ميسيتش، رئيس كرواتيا، وسفيتوزار ماروفيتش، رئيس اتحاد صربيا والجبل الأسود، في اجتماعهم بساراييفو في مناسبة الذكرى العاشرة لتوقيعه، أن هذا الاتفاق أتاح "وقف القتال ومنع تدمير البوسنة - الهرسك، ولكنه لم يتضمن حلاً شاملاً ودائماً للمشكلة البوسنية، ما يدعو الى اعادة النظر فيه في ضوء التجارب التي شهدتها البوسنة منذ إبرامه". ويرى الرؤساء الثلاثة، وجوب اجراء محادثات بين قادة شعوب البوسنة المسلمة والصربية والكرواتية، والتفاهم على تحقيق مصلحة البلاد ومواطنيها، ومستقبلها في أوروبا. وترتفع الأصوات المطالبة بتعديل هذا الاتفاق. وهو بمنزلة دستور البوسنة، في الولاياتالمتحدة وأوروبا. ومن شأن هذا التعديل ضمان ابقاء سريان النظام الاداري على الأعراق البوسنية، والتقريب بين هذه الاعراق وتقوية مؤسسات الدولة، ومماشاة التطورات الدولية، والانسجام مع المعايير الأوروبية. وتصبو البوسنة الى الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. ولكن الاتحاد لا يقر العضوية الى دولة غير موحدة. وتحقيق وحدة البوسنة هو سبيل بلوغ أوروبا. وتجمع الأطراف البوسنية كلها، على إمكان تعديل اتفاق دايتون. ولكن المشكلة هي في التوصل الى تعديل يحظى بالاجماع. فالصرب يعارضون أي تغيير أساسي في النظام الراهن الذي يجمع بين الاتحاد الفيديرالي البوسني المسلم - الكرواتي والجمهورية الصربية. وتتمتع هاتان الإدارتان بصلاحيات ادارية واسعة. ويتمسك الصرب بالإبقاء على هيئة رئاسية رئاسة الجمهورية المشتركة ثلاثية. ويمثل هذه الهيئة مسلم وصربي وكرواتي لكل منهم حق النقض، ويتناوب هؤلاء على رئاسة الهيئة دورياً. ويؤيد الصرب استمرار توزيع مناصب الدولة العليا بين شعوب البوسنة الثلاثة. وأثارت مطالب الكروات الأخيرة بالانفصال عن الاتحاد مع المسلمين، وتشكيل كيان جمهورية خاص بهم على غرار الصرب، مصاعب جديدة. وهي مطالب غير مشروعة، على قول الرئيس الكرواتي ستيبي ميسيتش. ويرتبط التوصل الى تعديل اتفاق دايتون بمدى إدراك زعماء شعوب البوسنة مصلحة بلادهم. ولا شك في أن الضغوط الدولية عامل يساعد على تجاوز المعضلات البوسنية الراهنة. عن دنيفني آفاز البوسنية، 13/11/2005