انتشرت شظايا استقالة وزير الثقافة المصري فاروق حسني ورفض الرئيس حسني مبارك لها، لتصيب المثقفين المصريين الذين انقسموا بشكل حاد بين مؤيد للوزير ومناوئ له. وكانت الدعوات باستقالة الوزير بدأت فور اعلان نبأ حريق قصر ثقافة بني سويف الذي أودى بحياة ستة وأربعين شخصا. وشكلت جماعة"أدباء وفنانون ومثقفون من أجل التغيير"التي تأسست قبل أسابيع على خلفية حركات مماثلة تدعو الى عدم التجديد لمبارك لولاية خامسة، حركة الخامس من أيلول سبتمبر للدفع نحو محاكمة المسؤولين عن الحريق واعتبرت انهم وزراء الثقافة والصحة والداخلية ورئيس هيئة قصور الثقافة. وفور استقالة حسني تضامن مؤيدوه وأصدروا بيانا وقعه حوالي 400 من المثقفين والأدباء والصحافيين والتشكيليين ورجال أعمال ناشدوا الرئيس رفض الاستقالة، وهو ما تم فعلا. وألحق ببيان المثقفين بيان آخر منسوب الى الكاتب الكبير نجيب محفوظ يشيد بأداء وزير الثقافة ويضعه في مكانة أفضل وزير ثقافة في مصر ويدعو إلى عدم تحميله مسؤولية ما حدث في قصر ثقافة بني سويف وحده حيث المسؤولية تضامنية. المثقفون المناوئون لحسني، وبعد قرار رفض الاستقالة، تحركوا بسرعة وأصدروا بيانا يلتقط من محفوظ فكرة"المسؤولية التضامنية"ودعوا إلى تحميل وزراء الثقافة والداخلية والصحة المسؤولية كاملة عن الحريق. لكنهم زادوا بالتنديد بنظراء لهم طالبوا ببقاء وزير الثقافة في منصبه. وأعرب بيان وقعه مئتان من المثقفين، منهم المخرج يوسف شاهين والروائي صنع الله إبراهيم والشاعر احمد فؤاد نجم والمخرج علي بدرخان والروائي محمد البساطي والشاعر محمد عفيفي مطر والناقدة عبلة الرويني وكاتب السيناريو محفوظ عبد الرحمن، عن الدهشة لقيام"تيار محسوب على الثقافة المصرية بمناشدة مؤسسة الرئاسة عدم قبول الاستقالة المسرحية لفاروق حسني". والمقصودون بالغمز هنا مئات من بينهم الشاعر عبد الرحمن الابنودي ورئيس حزب"التجمع"رفعت السعيد، والكُتاب صلاح منتصر وأنيس منصور وعبد الله السناوي وصلاح عيسي، والفنانون يسرا وليلى علوي ورغدة ويوسف شعبان وسميحة أيوب. وهؤلاء وصفهم البيان بأنهم"لا يمثلون سوى التيار المتحلق حول الإدارة الرسمية والذي يصر، تحقيقاً لمصالحه، على إخضاع الثقافة المصرية لآليات التسلط السياسي ويسعى لتفويت الفرصة على مواجهة حقيقية وأي محاسبة لهذه السلطة حتى عند وقوع كارثة بهذا الحجم".