} حقق وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني نقطة لمصلحته، على رغم استمرار الحملة عليه من مثقفين عارضوا قراره إقالة رئيس هيئة قصور الثقافة الناقد علي أبو شادي ومصادرة ثلاث روايات صدرت عن سلسلة "أصوات أدبية". اذ لبت غالبية رؤساء تحرير السلاسل التي تصدرها الهيئة الدعوة الى اجتماع مساء امس مع الرئيس الجديد للهيئة السيد محمد غنيم، وسط توقع اسناد منصب مهم إلى أبو شادي ليقطع الوزير على معارضيه حجة أن الاجراء الذي اتخذه ضده كان قاسياً. بدا أن وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني في سبيله إلى حسم الصراع مع معارضيه لمصلحته، وذلك بسد الثغرات التي ينفذون منها لمهاجمته، إذ علمت "الحياة" أن قراراً سيصدر في غضون أيام بتعيين الرئيس السابق لهيئة قصور الثقافة الناقد علي أبو شادي في منصب مهم في الوزارة، بعدما ارتفعت أصوات محايدة لشخصيات عامة ومثقفين بارزين رأت أن اطاحة بأبو شادي من موقعه السابق كان إجراء مبالغاً فيه. وانتهى اجتماع عاصف عقده الرئيس الجديد للهيئة السيد محمد غنيم مع رؤساء تحرير الإصدارات التي تخرج عنها بنتائج لمصلحة الوزير ايضاً، اذ تم تبديد مخاوف هؤلاء من إجراءات تحد من عملية النشر. ولوحظ أن الاجتماع حضره بعض من رؤساء التحرير الذين كانوا أعلنوا استقالتهم من مواقعهم احتجاجاً على قرار إقالة أبو شادي. وكشفت مصادر حضرت الاجتماع أن اثنين فقط ممن أعلنوا استقالتهم من مواقعهم أرسلا استقالتهما مكتوبة، وهما رئيس تحرير سلسلة "الذخائر" الاديب جمال الغيطاني ورئيس تحرير سلسلة "آفاق السينما" الناقد كمال رمزي، في حين قاطع الاجتماع رئيس تحرير "آفاق الكتابة" الأديب إبراهيم أصلان، ورئيس تحرير "أصوات أدبية" محمد البساطي الذي كان استقال احتجاجاً على التحقيق معه في شأن الروايات الثلاث. ولم يحضر الاجتماع، من دون إبداء السبب، كل من رئيس تحرير سلسلة "الفن التشكيلي" الدكتور مصطفى عبدالمعطي ورئيس تحرير "الفن الشعبي" الكاتب خيري شلبي. وحضر الاجتماع بقية رؤساء تحرير اصدرات الهيئة، وهم الدكتور عبدالقادر القط "ذاكرة الكتابة" وسامي خشبة "آفاق المسرح" وأبو العلا السلاموني "كتابات مسرحية" وفؤاد قنديل "ابداعات" ومجدي توفيق "كتابات نقدية" وطلعت الشايب "آفاق الترجمة". وأكد غنيم أثناء الاجتماع استمرار عملية النشر من دون قيود "وتفادي طبع ما يخالف الدين والاداب العامة". لكن الاجتماع شهد مناقشات حادة في شأن طبيعة الإجراءات التي قد تمثل قيوداً على الإبداع وحرية الفكر انتهت إلى الاتفاق على مراجعة الكتب بواسطة لجنة خاصة تضم نحو مئة من المفكرين والأدباء والشعراء، على أن يحيل رئيس تحرير كل سلسلة الكتب التي يرى أنها تستحق النشر عن طريق سلسلته على ثلاثة من بين أعضاء اللجنة يتولون إعداد تقرير حولها. وكشف غنيم أن الوزير وافق على اضافة سلسلتين جديدتين ضمن إصدارات الهيئة هما "تبسيط العلوم" و"المعلوماتية" ليدلل على أن حركة النشر في الوزارة لن تتأثر بالأزمة الأخيرة. وتعهد الرئيس الجديد لهيئة قصور الثقافة محاولة إقناع المستقيلين العدول عن قرارهم، رافضاً مناقشة تعيين من يحل محلهم إلا بعد فشل تلك المحاولات. كما رفض غنيم تولي رئاسة تحرير ثلاث سلاسل كان رئيس الهيئة السابق يتولى مسؤوليتها بحكم منصبه وطلب من الحضور اقتراح اسماء بديلة. وبدا الطرف الآخر مصراً على مواصلة الحملة ضد الوزير إذ عقد اعضاء نادي القلم الدولي فرع مصر اجتماعاً أمس حضره أعضاء فيه بينهم ادوارد الخراط ووحيد حامد وجمال الغيطاني وأمينة رشيد واعتدال عثمان ومنى أنيس وعزت القمحاوي وعفاف السيد ومحمد البساطي ويوسف أبو رية وسعيد الكفراوي وابراهيم عبدالمجيد وجرجس شكري ومحمود الورداني وسمية رمضان وادريس علي. وناقش هؤلاء الأزمة وانتهوا إلى التوقيع على بيان أعربوا فيه عن قلقهم إزاء "العسف بحرية الإبداع والتفكير واهدار حقوق المبدعين البديهية". ورأوا أن الأزمة "تعكس رغبة في استدراج المثقفين الى معارك مفتعلة بمصادرة أو منع أو حجب الابداعات الادبية والثقافية وملاحقة المبدعين انصياعاً لضغوط سياسية بزعم حماية المجتمع أو الحفاظ على مفهوم معين للحياء العام والأخلاق".