طالبت المعارضة السودانية بحل الاجهزة الأمنية والاستخباراتية، مشككة في قدرة الاتفاقات الحالية على انتاج حياة ديموقراطية، في ظل الاجهزة العاملة في الخرطوم. وفيما اكدت موافقة النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه على وساطة طرحها زعيم تجمع المعارضة للتوسط بين اسمرا والخرطوم، ابدى زعيم متمردي دارفور، الذي أعلن عزله، موافقة مبدئية على اجراء حوار مع مجموعة عسكرية لتفادي الأزمة التنظيمية التي حلت بالمتمردين وسط ظهور تيارين وبوادر انشقاق. وحمل الناطق باسم"التجمع الوطني الديموقراطي"حاتم السر علي بعنف على الحكومة في وقت ابدت فيه فصائل المعارضة ملاحظات على اتفاق القاهرة بين الحكومة و"التجمع"قبل اجازته خلال الاجتماعات التي عقدت في اسمرا. وابدى السر استغراباً لمشاركة وفد من الخرطوم من ضمن قياداته مسؤول الاستخبارات اللواء صلاح عبدالله في مؤتمر لمكافحة الارهاب في الرياض. وقال:"لمسؤول الاستخبارات سجل مخز في القتل ورعاية الارهاب حيث كان هو من المسؤولين عن استضافة اسامة بن لادن وايمن الظواهري ومصطفى حمزة وكارلوس في الخرطوم"، معتبراً ان اجهزة الأمن والاستخبارات"اكبر عنصر معوق لتنفيذ اتفاقات السلام والمرحلة الانتقالية". وطالب"بحل الاجهزة الأمنية وتفكيك بنيتها وإلغاء دورها الحالي"، مشككاً في"قدرة اتفاقات السلام على انتاج حياة ديموقراطية في ظل الوضع الحالي حيث جاءت من الخرطوم كل الاشارات السلبية مثل ضرب المدنيين والاعتقالات والمكايدات ضد دولة صديقة مثل اريتريا". وفيما اعلن مسؤول الاستخبارات السوداني صلاح عبدالله رفض الخرطوم لمبادرة اطلقها زعيم المعارضة محمد عثمان الميرغني للتوسط بين الخرطوم وأسمرا، اكد السر موافقة النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه على مبادرة الميرغني التي وجدت ايضاً استنكاراً من معارضين في اسمرا. وعلمت"الحياة"ان بعض الفصائل استغرب ان تصدر مبادرة من زعيمها للتوسط بين دول صديقة مثل اريتريا مع السودان، اذ ان من بين ملفات التوتر بين البلدين وجود"التجمع"في اسمرا. الى ذلك، اصدرت"حركة تحرير السودان"التيار الموالي لزعيم الحركة عبدالواحد محمد نور الذي أقاله القادة العسكريون بياناً أبدت فيه استعداداً للحوار داخل المؤسسة لتجاوز الأزمة التنظيمية التي يمر بها المتمردون. واعتبر نور في البيان"ان مجموعة صغيرة هي التي اصدرت بيان عزله وانها لا تملك الحق في ذلك". وعلم ان جهوداً تبذل لتجاوز الأزمة وسد فجوات الانقسام. وفي الخرطوم الحياة، اتهم"الحزب الاتحادي الديموقراطي"المعارض برئاسة محمد عثمان الميرغني"حزب المؤتمر الوطني"الحاكم بالاعتداء على مقره في الخرطوم بتواطؤ من الشرطة، ما أدى إلى اصابة ثمانية من طلابه وتخريب المقر. وقال نائب رئيس"الحزب الاتحادي"علي محمود حسنين في مؤتمر صحافي في مقر حزبه أمس، إن نحو 500 من طلاب الحزب الحاكم في جامعة السودان، هاجموا مقر الحزب احتمى به طلاب حزبهم في الجامعة الذين انسحبوا لتقويم انتخابات طلاب الجامعة.