سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم المعارضة السودانية يقلل في حديث الى "الحياة" من اهمية انفصال عدد من قادة حزبه . الميرغني ينتقد المبادرة المصرية - الليبية : متعثرة .. ولا تملك ورقة عمل ولا امانة عامة
قال رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض السيد محمد عثمان الميرغني ان "المبادرة المصرية -الليبية متعثرة"، وان الحكومة السودانية عرقلت مشاركة "التجمع" في اجتماعات "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد المتعلقة بالسودان. وطالب بتوسيع "إيغاد" لتشمل دولاً اخرى مجاورة واخرى خليجية "كي لا يصبح هناك تجاذب في الامر". واكد انه اتفق مع الرئيس السوداني عمر البشير بعد لقائهما الاخير في اسمرا على الاجتماع مجدداً. اعلن السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي، في حديث الى "الحياة" في اسمرا عشية انتقاله الى القاهرة مع رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ان ثمة اتفاقا مبدئيا مع الرئيس عمر حسن البشير على عقد لقاء جديد، "لكن ليس هناك اي برنامج محدد او موعد متفق عليه للاجتماع. وهناك تفويض من التجمع الوطني الديموقراطي في هذا الشأن". وقال عن الجهود الاريترية لجمع الحكومة والمعارضة، في السودان، في إطار حل سياسي : "اريتريا تقوم بدورها، والتقيت الرئيس اساياس افورقي اخيراً في اسمرا لمتابعة جهود المساهمة الاريترية في اتجاه الحل السياسي الشامل. وكانت وجهات نظرنا متفقة. فالاخوة في اريتريا عرضوا ورقة للمعارضة وللنظام في الخرطوم . ثم عقد التجمع الوطني الديموقراطي اجتماعاً مع الرئيس افورقي وسلمه الرد على الورقة. لكن الحكومة السودانية لم تسلم ردها الى اسمرا حتى اليوم. وفي ضوء غياب الرد الحكومي لا يمكن للحكومة الاريترية ان تصل الى نتائج ملموسة لجهودها في هذا الشأن". وسئل عن الجديد في المبادرة المصرية - الليبية للحل، فأجاب :"هناك اتصالات مستمرة مع مصر وليبيا لنعرف ما تم انجازه، وثمة مساهمة وجهد كبير من الجانبين لايجاد حل سياسي شامل. لكن ثمة عيوبا في المبادرة المصرية - الليبية، إذ لا توجد امانة لها او مكتب لمتابعة تطور الاتصالات في شأن المبادرة". وزاد :"سعينا بعد نهاية اجتماع المعارضة في ليبيا وإعلان طرابلس واللقاء مع الاخ العقيد معمر القذافي لدفع المبادرة الى الامام. ثم تم ترتيب لقاء في اسمرا لوضع الرؤية في شأن الحل السياسي الشامل، وبعد ذلك عقد اجتماع في القاهرة وآخر في طرابلس. واتفقنا على عقد ملتقى للحوار. لكن لم تكن هناك ضغوط سياسية او دور رئيسي من الوسطاء لعقد هذا الملتقى. فالمبادرة المصرية - الليبية ليست لديها ورقة عمل في هذا الشأن. فالوسيط يجب ان يكون لديه رأي، ونحن في التجمع الوطني الديموقراطي نبهنا الى ذلك مراراً". واضاف :"بعد ذلك دعينا الى طرابلس في شباط فبراير الماضي وجلسنا مع الاخ القذافي بحضور مسؤول ليبي والقائم باعمال السفارة المصرية في طرابلس. وقلنا انه حتى يكون هناك تقدم في المبادرة، يجب ان تكون هناك رؤية محددة، ثم عرضت المبادرة مذكرة عن عقد ملتقى الحوار في الاول من اذار مارس الماضي، وقيل لنا ان المذكرة ستُعرض على الحكومة، وطبعاً فان الملتقى لم يُعقد". وايد الميرغني فكرة توسيع مبادرة "إيغاد". وقال :"تحدثت في هذا الشأن الى رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والى وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل عن ضرورة توسيع "إيغاد" وتطوير مبادرتها لتشمل دولاً اخرى الى جانب دول الجوار كالسعودية والامارات وغيرها، كي لا يصبح هناك تجاذب في الامر". وقال ان جهوده لاشراك "التجمع" في مفاوضات "إيغاد" اصطدمت برفض الحكومة السودانية". وعن الانتقادات التي توجه الى "التجمع" بسبب عدم عقد لقاءات دورية، قال :"اننا نجتمع دائماً عندما تكون هناك اسباب لذلك. وقيادة التجمع في تشاور مستمر اينما كانت، في حضوري واثناء غيابي يوجد نائب رئيس التجمع الفريق عبدالرحمن محمد سعيد في القاهرة، والامين العام للتجمع باغان آموم في اريتريا، والتواصل واللقاءات بين الفصائل مستمرة وكذلك الحوار في ما بينها". وشدد على ان :"خيارنا الاول في الحزب الاتحادي هو الحل السياسي الشامل وحقن الدماء. ويجب ان نبذل قصارى جهدنا لاحلال السلام واستعادة الديموقراطية للسودان، وهذا منهج ثابت في سياستنا". وزاد :"نحن الحزب الوحيد الذي حكم السودان منفرداً في العام 1953 عبر حزب الاستقلال آنذاك. ومنذ ذلك التاريخ وقبله نسعي الى احلال السلام والعمل لاستعادة الديموقراطية ووقف الحرب وتوحيد البلاد ... وسيبقى الحزب في العمل المعارض الى ان تتحقق اهدافه في الوحدة والديموقراطية". وسئل عن احتمال عودة شقيقه نائب رئيس "الحزب الاتحادي" السيد احمد الميرغني الى الخرطوم، فأجاب : "ما الزم نفسي به لا الزم به الآخرين"، واضاف :"الحزب يعمل في الداخل والخارج. وكل الاتحاديين منضوين للعمل في الداخل للمواجهة". وقلل الميرغني من اهمية انفصال ثلاثة من قادة حزبه اخيراً، وكذلك من دعوة عدد آخر لاجراء إصلاحات في الحزب. وقال : "تلك اصوات نشاذ، ويبدو ان هؤلاء معارضين للحزب وليس للنظام، إذ لم يبينوا هويتهم الحقيقية المعارضة للحزب وليس للسلطة. وانا لم اعزل احداً. وإذا كان لدى اي شخص رؤية خاصة في شأن الاصلاح فليطرحها في اطار الحزب، وهو مؤسسة قديمة وعريقة. وعندما جاءت "الانقاذ" انقلاب البشير حُجزت الحريات وصودرت الاملاك في الداخل ، وحصل تباعد في العمل الداخلي لكن الحزب استجمع قواه سريعاً، وتشكلت اخيراً لجنة التوحد الاتحادي لجمع رؤية قيادات الحزب وانصاره، فاجرت اتصالات وعقدت لقاءات مع قيادات الحزب ولجانه وقطاعاته في الداخل ومع بعض فروعه في الخارج. وفي ضوء تقرير اللجنة، فأن الفترة المقبلة ستشهد عقد مؤتمر موسع للحزب يضم اعضاء المكتب السياسي والهيئة البرلمانية، والمتصدين لقيادة العمل النضالي في الداخل والخارج، كما سيضم الزعامات الدينية الاسلامية والمسيحية، وزعماء العشائر وممثلي الاقاليم وممثلين عن كل من قطاعات الشباب والطلاب والمرأة والمهنيين والعمال والمزارعين واصحاب العمل. وسيضع المؤتمر سياسات المرحلة الحالية والمستقبلية في مؤسسة حزبية ديموقراطية قوية وفاعلة. كما تقرر ان يسبق عقد المؤتمر لقاءات مع قادة الحزب في الداخل والخارج للتشاور في ترتيبات المؤتمر الموسع".