تعهد زعيم المعارضة السودانية محمد عثمان الميرغني بأن يكون عوناً للرئيس عمر البشير في حال توجه نحو الاجماع الوطني معرباً عن رغبته لقاء البشير او نائبه في اي زمان ومكان. واكد الميرغني انه "شريك خفي" في المفاوضات الجارية حالياً بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق مؤكداً ان القاهرةوطرابلس اعطيا الضوء الاخضر لاستمرار المسعى الاريتري ليتكامل مع المبادرة المصرية الليبية. وتوجه رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني برسالة عبر الصحف الى البشير طالبه فيها بالسعي "نحو وحدة السودان". وقال الميرغني في حديث الى الصحافة العربية والسودانية في العاصمة الاريترية: "سأكون عوناً للاخ الرئيس الفريق البشير اذا كان توجهه هو وحدة السودانيين جميعاً ومشاركتهم جميعاً تعزيزاً لأي اتفاق يتم عبر اجماع وطني". واشار الميرغني الى انه سبق ان عاهد البشير في اسمرا في العام 2000 على "ترك النظرات القاصرة" باعتبار ان القضية السودانية "لا تحتمل مكايدات"، وأكد الميرغني انه نجح في ازالة التوتر بين اسمرا والخرطوم في الفترة الماضية وتفريق الحشود العسكرية بين القوات السودانية وقوات "التجمع الوطني" والقوات الاريترية. كما اكد انه طلب من قرنق عدم دخول مدينة كسلا الشرقية. وقال ان قرنق "اطلق على كسلا اسم مزار الشريف وقلت له لا تذهب مرة ثانية الى مزار الشريف" واوضح الميرغني انه دفع بالمساعي الاريترية وقال انها "تجد القبول لدى القيادات المصرية والليبية"، مشيراً الى ان مساعي اسمرا تهدف الى "عقد لقاءات تمهيدية تبدأ من اريتريا وتنتهي في طرابلس او القاهرة بملتقى حوار". وزاد انه ابلغ الى الامين العام ل"الجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة" الحاكمة في اسمرا "موافقة التجمع على لقاء الحكومة" وسلمه اسماء اعضاء الوفد المفاوض. وقال ان اريتريا "هي التي تحدد جدول اعمال اللقاء المرتقب وموعده". واضاف: "انني احبذ لقاء البشير او علي عثمان محمد طه مع جون قرنق في اي زمان ومكان"، وتابع: "تركنا الامر انا وقرنق للرئيس اساياس افورقي ونحن على استعداد حتى لو كان الموعد غداً". وشرح الميرغني اسباب الفشل في عقد اللقاء في الايام الماضية وردّ ذلك الى اقتراح الخرطوم اجتماع وفدين من الطرفين للتمهيد للقاء. وشكلت الخرطوم وفدها برئاسة مستشار الرئيس للشؤون السياسية قطبي المهدي فيما يترأس وفد التجمع العميد المتقاعد عبدالعزيز خالد. وأكد الميرغني انه "شريك من الداخل" في المفاوضات الجارية في كينيا، مشدداً على اتفاقه مع قرنق، وقال ان "الحركة والاتحاد هما القدمان اللتان يقف عليهما التجمع". وتابع: "نشكر البشير الذي اكتشف اخيراً ان قرنق وحدوي" مشيراً الى ان قرنق اطلعه على تفاصيل اتفاق مشاكوس مع الخرطوم قبل عشرة ايام من توقيع الاتفاق. وفي شأن قرار البشير السماح للاحزاب التي كانت ممثلة في البرلمان ممارسة نشاطها السياسي في حال نبذها العنف، قال الميرغني: "اشكر البشير على ذلك وسيمارس الحزب الاتحادي نشاطه السياسي لأنه ليس حزباً عسكرياً" نافياً اي علاقة مع "قوات الفتح" التي تحولت الى "الحركة الوطنية الثورية" واعلنت التصعيد العسكري ضد الخرطوم، قائلاً ان "هؤلاء ابناء اتحاديين وشباب متحمس لكن لا علاقة للحزب بهم… نحن لا نملك جناحاً عسكرياً".