لم تتوقف حركة المعزين في اتجاه ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأضرحة مرافقيه السبعة، وان تراجعت قليلاً خلال النهار بعد عودة الحياة الطبيعية الى المؤسسات والمدارس والجامعات. والضريح الذي أحيط بدائرة هائلة من الشموع المضاءة باستمرار والذي غطته الورود والازهار تحول الى مكان لاطلاق وعود الوفاء لمسيرته من مواطنين عاديين ومن موظفين في مؤسساته. وقصد الضريح أمس، الزملاء العاملون في الزميلة"المستقبل"، وأقسموا اليمين الذي تلاه رئيس التحرير الزميل هاني حمود"بأن نبقى اوفياء لرسالة"المستقبل"التي سطرها رئيسها وزميلنا الاول رفيق الحريري وان نتابع مسيرتنا والبحث عن الحقيقة واعلاء شأنها فوق أي شأن آخر". وتوقفت المدارس الانجيلية في لبنان دقيقة صمت عن روح الرئيس الحريري ومن اجل الدعاء بالشفاء للنائب باسل فيلحان الذي اصيب في الانفجار. وقال مدير المدرسة الانجيلية المعمدانية في بيروت بول عويس:"نصلي لأن يشفي الله جراح هذا البلد الحبيب لبنان كي ينهض هو ايضاً معافى من محنته الأليمة". وتلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري عدداً من برقيات التعزية باستشهاد الحريري أبرزها من نظيره الايطالي بيار فرديناندو كاسيني ونظيره المغربي عبدالواحد الراضي ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي سيرجيو باييز فيرديكو والأمين العام للاتحاد اندرز جونسون والأمين العام لمؤسسة الفكر العربي السفير علي ماهر. وفي معرض رشيد كرامي في طرابلس قدم حشد كبير التعازي لتيار المستقبل في المدينة. وتقبل التعازي النواب نجيب ميقاتي وأحمد فتفت ومحمد الصفدي ومصباح الأحدب ومحمد كبارة و الوزيرين السابقين سمير الجسر وعمر مسقاوي. وتلقى الحزب التقدمي الاشتراكي برقية تعزية باغتيال الرئيس الحريري"من فروع وأصدقاء الحزب في كندا"، وفيها:"حلم من اجله نحيا, خسارة فادحة صعقت لبنان الحبيب". وفي البيان الذي اصدرته قوى لقاء المعارضة الاغترابية في كندا ووزعه الحزب استنكاراً للجريمة واعتبارها"حلقة من سلسلة الاغتيالات التي طاولت الكثر في لبنان من سياسيين وروحيين واعلاميين وسواهم"، وأكدت"ان استهداف الرئيس الحريري هو استهداف للوطن بأكمله في سيادته وأمنه واستقراره وسلمه الاهلي والعيش المشترك وازدهاره الاقتصادي والاجتماعي والثقافي". وتلقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط برقية تعزية بوفاة الحريري من رئيس ميثاق المعروفيين الاحرار سعيد نفاع من الداخل الفلسطيني جاء فيها:"من عمق الجرح الفلسطيني الدامي اقبلوا منا احر التعازي وعبركم لأصدقائكم عائلة طيب الذكر وقيادة وكوادر رفاق دربكم وللشعب اللبناني بالفقيد الكبير، الذي جسد حلم لبنان المستقبل. كثر هم الرجال الذين استشهدوا في مسيرة أمتنا، ولكن قلائل هم الذين جعلوا الحزن، هذا الشعور الانساني الأسمى، يدخل كل بيت. والراحل الكبير من هؤلاء بما مثله من مُثل انسانية نفتقدها هذه الايام. عزاؤنا ان يحقق لبنان بقيادته الوطنية الحلم الذي حمله له طيب الذكر بالحرية والأخوة والبناء". وأقامت الجالية اللبنانية في استراليا صلاة الغائب عن روح الرئيس الحريري في المركز الاسلامي العام في لاكمبا ? سيدني، بحضور مفتي استراليا الشيخ تاج الدين الهلالي وممثل دار الفتوى الشيخ يحيى الصافي. وحضر اللقاء الوطني الذي أعقب الصلاة في مقر المركز مطران الطائفة المارونية ومطران طائفة الروم الكاثوليك عصام درويش ومطران طائفة السريان الارثوذكس بول صليبا. كما حضر ممثل عن حكومة ولاية ساوث ويلز، وعن المعارضة، الى جانب ابناء الجالية عن الطوائف المختلفة. واقامت الجالية المارونية قداساً عن روح الرئيس الشهيد في كنيسة ودير مار شربل في سيدني، حضره الى جانب ممثلي الجمعيات الاسلامية المحلية، عدد من المشايخ الذين يمثلون الطائفتين السنية والشيعية. وحضر القداس كذلك وزير العدل الاسترالي فيليب رادوك ممثلاً رئيس حكومة استراليا، وعضو البرلمان طوني ستيوارت ممثل رئيس حكومة الولاية بوب كار. كما حضر اللقاء نواب استراليون من اصل لبناني كان من بينهم الوزير السابق ادوار عبيد وبربارة كيري. كتلة بيروت تحيي النواب وجه نواب"كتلة قرار بيروت"ونواب تيار المستقبل أمس تحية تقدير الى زملائهم النواب وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري لتجاوبهم مع المبادرة التي أدت الى عدم عقد اجتماع اللجان النيابية المشتركة والذي كان مقرراً أول من أمس لمواصلة بحث مشروع قانون الانتخابات النيابية، وأكدوا تقديرهم لموافقة الرئيس بري على دعوة المجلس يوم الاثنين المقبل الى جلسة عامة لمناقشة الحكومة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأثنى النواب على"التضامن اللبناني الذي تجلى في أصدق مظاهره في التجمع امام الموقع الذي وقعت فيه الجريمة المنكرة التي استهدفت الفقيد الكبير واخوانه الأبرار"وأكدوا ان الأولوية التي تتقدم على كل ما عداها، هي الكشف عن المجرمين ومعاقبتهم. وأعرب النواب كذلك عن تقديرهم الكبير لمشاركة المواطنين من مختلف الطوائف والمذاهب والذين تجمعوا من بيروت ومن سائر المناطق اللبنانية الاخرى في مسيرة شعبية حاشدة احياء لذكرى الرئيس الشهيد لمناسبة مرور اسبوع على استشهاده. وأكدوا المعاني الوطنية العميقة لهذه المسيرة التي جاءت معبرة عن التمسك بالمبادئ التي كان الرئيس الراحل ينادي بها من اجل وحدة الوطن وسيادته واستقلاله وعيشه الوطني الواحد.