يشيع لبنان اليوم ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف الوزير السابق المستشار السياسي محمد شطح (لزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري) وسائقه محمد طارق بدر (في قلب بيروت أول من أمس)، وعدداً من الضحايا الخمسة الآخرين، في مآتم متفرقة بعدما سمح القضاء اللبناني بتسليم جثامينهم الى اهاليهم، وذلك وسط حداد عام يرافقه تنكيس للأعلام اللبنانية. ومن المقرر ان يوارى جثمانا شطح وبدر قرب ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في قلب بيروت. واتخذت للغاية تدابير أمنية مشددة عزلت منطقة ساحة الشهداء عما حولها، وسط دعوات من «تيار المستقبل» الى اوسع مشاركة في التشييع. وترافق ذلك مع إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الحداد العام اليوم ودعوة اللبنانيين الى «الوقوف مدة خمس دقائق في الثانية عشرة ظهراً حيثما وجدوا، استنكاراً لهذه الجريمة النكراء وتعبيراً لبنانياً ووطنياً شاملاً ضد الإرهاب وتضامناً مع عائلات الشهداء الأبرار والجرحى وعائلاتهم». وكان مسجد محمد الأمين المجاور للضريح فتح ابواب قاعاته امام المعزين بالمغدور شطح، وسط حزن عميق لف المكان. وتوالى حضور الناس سيراً على الأقدام على مدار الساعة للتعزية، بعدما قطعت الطرق المؤدية الى المسجد على العابرين بالسيارات وحولت مساراتها الى طرق فرعية. وتقبل التعازي رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، وعائلة المغدور ممثلة بأرملته المفجوعة نينا ميقاتي ونجله راني والنائب بهية الحريري ونواب من الكتلة. ومن ابرز المعزين رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي وصل الى المسجد وسط اجراءات امنية مشددة، والرئيس ميقاتي، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط الذي قدم مواساته الى ارملة شطح متحدثاً اليها لبعض الوقت، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، اضافة الى شخصيات سياسية من قوى 14 آذار وشخصيات دينية من مختلف الطوائف وديبلوماسية وفاعليات. وأكد جنبلاط لدى خروجه من المسجد «أن من اغتال الشهيد شطح استهدف الاعتدال والعقل والحوار والانفتاح. كانت عنده رؤية شاملة لأوضاع المنطقة وليس رؤية ضيقة لوضع لبنان فقط». وأكد استمرار «مسيرة الاعتدال والحوار أياً كانت الصعوبة والألم». وقال: «الخسارة فادحة باغتياله لكن لا خيار آخر سوى الحوار والاعتدال، وإلا وقعنا جميعاً في الفخ المطلوب كما يبدو في لعبة الأمم، في التطاحن كما يجري في العراق وسورية وغيرهما من البلاد العربية اذا كان لا يزال هناك دول عربية». وقدم التعازي وفد من «تكتل التغيير والإصلاح» ضم النواب: آلان عون، حكمت ديب، ناجي غاريوس، فريد الخازن، نعمة الله أبي نصر وجيلبرت زوين وذلك باسم «التيار الوطني الحر» و «التكتل». السفير الإيراني وحضر الى مسجد الأمين معزياً السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي. وأعرب عن استنكاره وإدانته الاغتيال، وأكد ان «هذه الجريمة لا تخدم سوى العدو الصهيوني الذي يعمل على زرع الفتنة والتفرقة ليس فقط في لبنان وإنما في بلدان المنطقة توصلاً الى أهدافه المتوخاة». وقال: «ما يحدث في لبنان منذ خمسة اشهر الى الآن، يدل على اننا في أمس الحاجة الى الحوار والتركيز على المشتركات، وطالما ان العدو الصهيوني هو العدو المشترك للجميع في هذا البلد، فلماذا هذا الخلاف؟». وقدم التعزية وفد من الهيئة التنفيذية لحزب «الرامغافار» في لبنان ضم الرئيس هاروت يرغانيان، نائب الرئيس افيديس داكسيان، امين السر سيفاك اكوبيان، امين الصندوق مايك وايجيان، وأرديم نانجيان والنائب السابق اغوب قصارجيان. وكان الحزب اصدر بياناً استنكر فيه «الجريمة الإرهابية» داعياً الجميع الى «الالتفاف حول الدولة»، ومطالباً ب «تشكيل حكومة في أسرع وقت لمواجهة الأخطار الكبيرة». كما حضر معزياً، الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني، وفد من حركة «أمل» باسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، المطران بولس مطر، المطران الياس عودة، العلامة السيد علي الأمين، السيد هاني فحص. والوزراء السابقون: محمد عبد الحميد بيضون، محمد يوسف بيضون، ابراهيم شمس الدين. والسيدات: منى الياس الهراوي، صولانج بشير الجميل، جويس امين الجميل. والسفير البابوي غابرييل كاتشيا، السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، السفير المصري أشرف حمدي والسفير التركي إينان أوزلديز.