اعلنت الحكومة السودانية رفضها تدخل اي طرف غير افريقي في نزاع دارفور، ومعارضتها دعوة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وعضوة مجلس الشيوخ الاميركي هيلاري كلينتون حلف الاطلسي الى المساعدة في تسوية هذه الازمة. كذلك ابدت فرنسا معارضتها لتدخل الحلف الاطلسي في افريقيا. راجع ص 6 واعتبر انان، امام المؤتمر الدولي حول الامن المنعقد في ميونيخ، ان قدرة الاتحاد الافريقي على احتواء الازمة في دارفور"اقل من حجم التحدي". وأضاف ان"الناس يموتون كل يوم، ونحن نعجز عن حمايتهم، يجب اتخاذ اجراءات اضافية بسرعة. ويجب على المنظمات التي تتمتع بقدرات حقيقية، مثل حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي، ان تفكر بشكل جدي بما يمكنها أن تفعله بشكل عملي للمساعدة في انهاء هذه المأساة... يجب أن نتوصل عن طريق التعاون معاً بشكل وثيق الى استراتيجية فعالة توقف القتل وتحمي الناس المعرضين للخطر، وإذا لم يحدث ذلك فاننا سنخذل الناس في دارفور. انني مستعد للقيام بواجبي كاملاً في صوغ مثل هذه الاستراتيجية". كذلك دعت هيلاري كلينتون، امام المؤتمر نفسه، إلى أن يكون الحلف الاطلسي باعتباره"أفضل تحالف عسكري في وقت السلم"إلى القيام بمهمات حفظ سلام رئيسية لمصلحة الاممالمتحدة، خصوصا في دارفور. وقالت:"يحتاج النظام القديم المتداعي لجمع قوات حفظ سلام من مختلف أنحاء العالم والذي يتسم بالبطء، إلى الاصلاح. وبدلا من ذلك يمكن بل ويتعين على حلف الاطلسي وغيره من القوات العسكرية المتعددة الجنسية أن تلعب أدوارا مهمة في عمليات حفظ السلام لدعم مهمات الاممالمتحدة". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر فرنسي طلب عدم كشف اسمه ان باريس تعارض تدخلا للحلف الاطلسي في دارفور. وقال المصدر الذي شارك في مؤتمر ميونيخ:"اننا نعارض تدخل الحلف الاطلسي في افريقيا". وترى فرنسا ان مثل هذه العملية من صلاحيات الاتحاد الافريقي. وتنشر فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في افريقيا، نحو اربعة الاف جندي في ساحل العاج في اطار عملية"ليكورن". ويرى خبراء عسكريون انها ستواجه صعوبة في نشر قوات كبيرة في دارفور للمساهمة في ارساء الاستقرار هناك. وفي الخرطوم، انتقد وزير الدولة للخارجية السوداني نجيب الخير عبدالوهاب، موقف انان. وقال للصحافيين ان مشكلة دارفور سببها عدم وفاء المجتمع الدولي والمانحين بالتزاماتهم لتوفير حاجات السلام في الاقليم. وأوضح عبدالوهاب ان المسؤولية الرئيسية لحل أزمة دارفور هي مسؤولية الاتحاد الافريقي وحكوماته، وأن أي دعوة للتدخل في دارفور لن يكون لها أثر ان لم تحظ بموافقة الخرطوم والاتحاد الافريقي. وزاد:"لن ترسل أي قوات الى دارفور من أي جهة الا بموافقتنا مع الاتحاد الافريقي"، لكنه أكد حرص حكومته على الشراكة مع الأسرة الدولية لتأمين ضرورات السلام.