أعلنت الصين أنها تحاول العمل مع القوى الغربية للتخفيف من تبعات الاتهامات الموجهة للرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وصرح المبعوث الصيني الخاص للسودان ليو جين في الخرطوم الأحد أنه عقد محادثات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لمناقشة الاتهامات التي وجهها ممثل الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو ضد البشير. وقال ليو للصحفيين في الخرطوم بعد محادثات في وزارة الخارجية السودانية (انتهزت فرص الزيارات لعواصم غربية لإجراء مشاورات مع شركائنا في الغرب حول كيفية العمل معا سعيا إلى التخفيف من أثر الاتهام، الذي اعتبر أنه يعقد الأزمة في دارفور). وردا على سؤال حول الكيفية التي يمكن أن يقنع بها السودان الأممالمتحدة بالتدخل، قال المبعوث الصيني إن الغرب يريد من الخرطوم الإسراع بنشر كامل لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور. وقال المبعوث الصيني إن السودان أحرز تقدما بشأن حل عدد من القضايا مثل الإسراع في تخليص الشحنات التي تحتاجها القوة من الموانئ السودانية وتأمين حقوق الطيران والهبوط للطائرات التابعة للأمم المتحدة ومنح تأشيرات دخول لقوات حفظ السلام. وحث المبعوث الصيني الجماعات المتمردة على عقد محادثات مع الحكومة لدفع العملية السياسية وقال (يجب على القوى السياسية أن تدرك أنه لا يوجد سبيل عسكري لحل المشكلة). وأضاف ليو جين أن العالم يجب أن يعترف بنتائج تحقيق السودان في جرائم مزعومة ارتكبها في دارفور قائد مليشيات مسلحة يدعى علي كشيب ومطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في اتهامات بارتكاب جرائم حرب. يذكر أن المتمردين رفضوا مبادرة وطنية أطلقها البشير هذا الشهر قائلين إنها خطوة مضللة، الغرض منها مساعدته في الإفلات من مذكرة اعتقال لمحكمة الجنائية الدولية على حد قولهم. وتصادفت زيارة المبعوث الصيني مع وصول وكيل وزارة الخارجية الأميركية باتريك كيندي إلى الخرطوم أيضا لإجراء محادثات حول القضية ذاتها. وحذر كل من السودان والصين وجنوب أفريقيا والقوة الإقليمية من أن توجيه اتهام رسمي للبشير قد يضر بعملية السلام المتعثرة في دارفور، والتي تهدف إلى إنهاء خمسة أعوام من الصراع. وحاولت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي حمل مجلس الأمن الدولي على تعليق صدور مذكرة اعتقال محتملة ضد البشير. وتقول الصين التي لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن إنها ستدعم مثل هذا الإجراء وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الصين لم تفعل ما فيه الكفاية لمنع إراقة الدماء في دارفور، وانتهكت حظر الأسلحة الذي تفرضه الأممالمتحدة على المنطقة، بيد أن بكين تتهم الغرب بتسييس ملف دارفور.