تابعت الاوساط السياسية الايرانية عن كثب زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لموسكو من خارج جدول أعمال جولتها التي قادتها الى عدد من دول آسيا الوسطى والعاصمتين الفرنسية والبريطانية. وأبدت هذه الاوساط ارتياحها الى فشل الوزيرة الاميركية في احداث تغيير جذري في الموقف الروسي من الملف النووي الايراني، واعتبرت ذلك"هزيمة ديبلوماسية لملكة الحرب"لاخفاقها في حمل موسكو على تغيير سياستها من البرنامج الايراني ودفعها الى اتخاذ مواقف تتوافق مع السياسة المتشددة للولايات المتحدة تجاه ايران. وترى طهران في الموقف الروسي الذي صدر عن وزير الخارجية سيرغي لافروف بالتأكيد ان"الملف الايراني يمكن حله داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دون اللجوء الى مؤسسات اخرى"، وتأكيده حق الدول اعضاء معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل الحصول على التكنولوجيا النووية التي تتضمن دورة الوقود النووي،"هزيمة قاسية لواشنطن التي كانت تراهن على تغيير الموقف الروسي قبل عقد الجلسة المقبلة لمجلس امناء الوكالة الشهر المقبل، وهو الامر الذي دفع رايس الى القول ان هناك متسعاً من الوقت اذا كانت لايران نيات حسنة وكانت على استعداد للتفاوض". الى ذلك، وفي اطار الاشارات الايجابية التي بدأت طهران بارسالها الى المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف نائب رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني محمد نبي رودكي ان مجلس الشورى على استعداد لاقرار البروتوكول الاضافي للتفتيش المفاجئ في حال اقر مجلس امناء الوكالة الدولية في اجتماعه المقبل حق ايران الرسمي في الحصول على دورة الوقود النووي. وأوضح ان المجلس"على استعداد لاعادة النظر في القانون المعجل الذي اقره أخيراً والذي طالب الحكومة بوقف العمل الطوعي بالبروتوكول الاضافي شرط تخلي الوكالة عن التعاطي بمكيالين مع ايران، في مقابل تغاضيها عن امتلاك الهند وباكستان واسرائيل غير الاعضاء في معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل رؤوسا نووية".