أعلنت موسكو وقف صادراتها من الوقود النووي الى ايران موقتاً بعد رفض طهران الخضوع لعمليات تفتيش اكثر صرامة. وجاء الموقف الروسي بعد مرور ساعات على صدور البيان الختامي لقمة الدول الصناعية الثماني، فيما اعلن الرئيس فلاديمير بوتين ان بلاده ستواصل تعاونها النووي مع ايران، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة اخضاع البرامج العسكرية الايرانية لرقابة دولية. وأكد ناطق باسم وزارة الطاقة الروسية ان موسكو ستوقف تصدير الوقود النووي اللازم لاستكمال اعمال الانشاء في محطة بوشهر النووية الى حين توقيع مذكرة اضافية بين الجانبين الروسي والايراني تنظم عمليات اعادة الوقود الذي سيستخدم في المفاعل الايراني الى روسيا. وأكد المسؤول ان موسكو "لا تضع شروطاً" على طهران، وشدد على ان بلاده ستواصل تعاونها النووي مع الايرانيين بعد توقيع هذه المذكرة. ورفض الناطق الربط بين الموقف الروسي الجديد ودعوة قمة الدول الصناعية ايران الى توقيع بروتوكول دولي جديد يشدد الرقابة على منشآتها النووية، واعتبر ان رفض طهران توقيع البروتوكول "موقف مبرر" ولا يمكن اعتباره انتهاكاً لالتزاماتها الدولية. وأشار في الوقت نفسه الى ان موسكو ستواصل تعاونها مع ايران حتى من دون ان توقع الاخيرة على البروتوكول الاضافي. وعلى رغم ان تصريحات المسؤولين الروس حاولت تخفيف وقع قرار تجميد تصدير الوقود النووي، الا ان توقيت القرار الذي تزامن مع انتهاء اعمال قمة الدول الصناعية دفع المراقبين الى الحديث عن تراجع جدي في الموقف الروسي في شأن برامج ايران النووية، خصوصاً ان الخارجية الروسية اصدرت بياناً اكدت فيه تأييدها لمطالبة قمة الدول الصناعية ايران في التراجع عن موقفها الرافض لتوقيع البروتوكول الدولي. ولفت مراقبون الى ان موسكو لم تكن تصر في السابق على توقيع مذكرة خطية تنظم اعادة الوقود النووي من ايران، إضافة الى ان الجانب الايراني كان اعلن اكثر من مرة استعداده للتعاون مع موسكو في هذا المجال. وكان وزير الطاقة ألكسندر رومانتسيف أبلغ وكالة "ايتار تاس" الروسية ان الجانبين الروسي والايراني توصلا الى اتفاق من حيث المبدأ حول هذا الموضوع. وأضاف الوزير ان ايران ستعيد الوقود النووي الذي سيستخدم في مفاعل بوشهر الى روسيا خلال عشر سنوات من انتهاء المشروع، وقال ان الوثيقة التي اعدت لتنظيم هذه العملية غدت "جاهزة في شكلها الاخير" وستخرج الى التنفيذ في وقت قريب. وقال بوتين أ ف ب في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في ايفيان "ان ايران جارتنا، نتعاون معها وسنواصل التعاون". واضاف: "سنشدد على خط مواز على ان تبقى كل البرامج النووية الايرانية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ولمح الرئيس الروسي الى ان مدى التعاون بين موسكووطهران في المجال النووي يتوقف من الآن فصاعداً على موافقتها على عمليات المراقبة الدولية المشددة. وقال: "سنقيم تعاوناً مع كل الدول بحسب شفافيتها وانفتاحها على عمليات المراقبة التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".