يشيع جثمان الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش الى مثواه الأخير يوم غد الأربعاء حيث تتم الصلاة عليه بعد الظهر في الساحة المقابلة لمبنى برلمان البوسنة - الهرسك في ساراييفو، ثم ينقل الى مقبرة الشهداء في الحي القديم من المدينة ليوارى الثرى فيها، بناء على وصيته، بأن يرقد الى جانب المواطنين الذين ضحوا بحياتهم في الدفاع عن البوسنة، وليس في مكان متميز كأحد المساجد. وأعلن عضو هيئة الرئاسة البوسنية عن المسلمين سليمان تيهيتش رئيس "حزب العمل الديموقراطي - الإسلامي" الذي كان اسسه بيغوفيتش عام 1990 ان الكثير من الشخصيات العالمية ستشارك في التشييع، منهم الرئيس الكرواتي ستيبي ميسيتش والرئيس التركي السابق سليمان ديميريل. وأشار المنسق الدولي لعملية السلام البوسنية بادي اشداون بجهود بيغوفيتش في الحفاظ على وحدة البوسنة - الهرسك. وقال في كلمة نقلها تلفزيون ساراييفو: "لولا بيغوفيتش لما كان لهذه الجمهورية وجود الآن"، في حين قال عنه مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، انه "كان قائداً شجاعاً لشعبه". وأكد الوسيط الأوروبي السابق في منطقة البلقان اللورد ديفيد اوين، انه "كان صارماً في مواقفه بقدر صراحته الفائقة، وعندما يُكتب تاريخ البوسنة الحديث، فإنه سيكون له الدور الأنصع فيه". اما الصربي ميرو لازوفيتش رئيس برلمان البوسنة السابق الذي لم يبارح ساراييفو طوال سنوات الحرب، فقد اثنى على تسامح بيغوفيتش وسمو اخلاقه، وقال: "لقد كان حامياً لصرب ساراييفو اثناء الحرب، ولم يسمح بأن يتعرضوا لأي خطر حتى عندما سقطت سريبرينيتسا". وانهالت برقيات التعزية من مختلف انحاء العالم على عائلة بيغوفيتش ومقر "حزب العمل الديموقراطي - الإسلامي" منها: الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس السلوفيني السابق ميلان كوتشان والقائد السابق لحلف شمال الأطلسي الجنرال الأميركي ويسلي كلارك. وخيّم الحزن على سكان ساراييفو الذين ظهروا في الشوارع وهم يبكون زعيمهم الراحل، بينما صدرت "اوسلوبوجينيا" و"دنيفني آفاز" وغيرهما من الصحف الصادرة في العاصمة البوسنية امس مجللة بالسواد، وخصصت غالبية صفحاتها لرحيل الرئيس السابق بيغوفيتش.