واصل البيت الأبيض دفاعه بوجه الاتهامات التي يوجهها اليه الديموقراطيون منذ أسابيع بإساءة استخدام معلومات الاستخبارات الخاصة بالعراق وتسريب معلومات سرية للأضرار بصدقية الذين ينتقدون الحرب. ودافع ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي للرئيس جورج بوش، عن التبريرات التي طرحتها واشنطن لاجتياح العراق في 2003، وذكّر نواب الكونغرس الذين يرغبون في اجراء تحقيق بشأن"تلاعب"محتمل بالمعلومات، بتصويتهم في تلك الفترة. وقال هادلي ان"المعلومات واضحة على صعيد أسلحة الدمار الشامل"، في وقت يسعى نواب من الكونغرس الى اجراء تحقيق بشأن"تلاعب"محتمل بالمعلومات من جانب السلطة السياسية قبل اندلاع الحرب. واضاف"ان بعض النواب الذين ينتقدون اليوم كانوا هم انفسهم يعتقدون في 2002 ان صدام حسين كان يمتلك اسلحة دمار شامل". واكد"انهم صوتوا لاجازة استخدام القوة في العراق، لأنهم كانوا يعتقدون ان صدام يشكل تهديداً خطراً على الشعب الاميركي". واعتبر هادلي ان"خيارهم تناسي مواقفهم السابقة يكشف فراغ انتقاداتهم الحالية". وأورد تقريراً برلمانياً أعده الجمهوريون والديموقراطيون في 2004 أفاد انه لم يتمّ العثور على اي دليل عن استخدام النفوذ السياسي للتأثير في تقارير الاستخبارات بشأن برنامج التسلح العراقي قبل الحرب. وأضاف هادلي ان"تصريحاتنا عن التهديد الذي شكله صدام كانت تستند الى دمج مصادر مصدرها الاستخبارات وكانت تشكل النظرة الشاملة لكلّ اجهزة الاستخبارات". وأعاد توجيه الاتهام الى لويس ليبي، المدير السابق لمكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، النقاش العلني في الولاياتالمتحدة بشأن تبريرات الحرب على العراق التي تفقد كثيراً من التأييد الشعبي، ودور وكالات الاستخبارات خصوصاً وكالة الاستخبارات المركزية. وصرّح السناتور الديمقراطي هاري ريد الخميس بأن الديموقراطيين مصرّون على ان يعرف الاميركيون"حقيقة لماذا راوغ البيت الابيض وسرب معلومات الاستخبارات للترويج للحرب على العراق". في غضون ذلك، طالب السناتور الجمهوري جون ماكين، وهو مؤيد رئيسي للحرب على العراق، ادارة الرئيس بوش بإجراء "تغييرات واسعة في استراتيجيتها لمواجهة التمرّد في العراق وتخصيص المزيد من القوات والموارد لهذا الغرض"، مشيراً الى ان"ذلك سيستغرق وقتاً ربما سنوات ويعني سقوط مزيد من القتلى الأميركيين"، ورفض نداءات العديد من الديموقراطيين لوضع خطة لبدء سحب القوات من العراق. وأشاد ماكين في كلمته امام مؤسسة"امريكان انتربرايز انستيتيوت"بتصميم بوش الذي أشارت استطلاعات الرأي الى تدني شعبيته لأسباب منها الاستياء من الحرب على العراق. وقال ماكين، وهو عضو بارز في لجنة القوات المسلحة، انه يتعين على الادارة ان تنتهج اسلوباً جديداً في العراق، وأضاف"بدلاً من محاولة نقل القوات في انحاء البلاد لتأمين كل العراق من المسلحين يجب التركيز على تأمين ثم السيطرة على معاقل المسلحين". وتابع"وبدلاً من التركيز على قتل المسلحين أو أسرهم يجب حماية السكان المحليين لإنشاء مناطق آمنة يجد المسلحون صعوبة في العمل فيها ومناطق يمكن ان ينشأ فيها مجتمع مدني"من خلال إعادة الإعمار وتحقيق تقدم سياسي. كما انتقد البنتاغون بسبب عمليات تبديل الجنرالات في العراق بدلاً من الاستفادة من معرفتهم وخبرتهم. من جهة أخرى، لفت ماكين الى انه لبناء قوات عراقية قادرة تحل في نهاية المطاف محل القوات الاميركية يجب ان تصرّ الولاياتالمتحدة على تنويع الوحدات بين المجموعات العرقية للمساعدة في توحيد البلاد حتى وان كان هذا الامر أكثر صعوبة ويستهلك الوقت.