اعلنت صحيفة"نيويورك تايمز"ان الصحافية جوديث ميلر المتورطة في قضية بليم ويلسون تركت نهائياً هيئة التحرير. وكانت ميلر التي تعمل في"نيويورك تايمز"منذ 1977، اعتقلت 85 يوما الصيف الماضي لرفضها كشف مصادرها في قضية تسريب اسم العميلة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي اي فاليري بليم للصحافة. واثارت جدلا في هيئة التحرير التي تضامنت معها اثناء اعتقالها غير انها انتقدتها علنا فيما بعد وشككت في مهنيتها. وافادت الصحيفة في بيان ان ميلر"اختارت التقاعد". وكتب مدير الصحيفة ارثر سولزبرغر"نشكر جودي لتضحيتها الشخصية الكبيرة دفاعا عن مبدأ مهم من مبادئ الصحافة". واضاف"احترم قرارها التقاعد من الصحيفة وأتمنى لها حظاً جيداً". وكانت ميلر رمزا للمعركة من أجل حرية الصحافة عند اعتقالها في اطار التحقيق في تسريب اسم العميلة بليم زوجة السفير جوزف ويلسون الذي كان من اوائل المشككين بوجود اسلحة دمار شامل في العراق قبل الاجتياح الاميركي لهذا البلد في آذار مارس 2003. غير انها وصفت فيما بعد داخل صحيفتها بأنها"امرأة الدمار الشامل". واعتبرت هيئة التحرير ان الصحافية تجسد اخطاء مهنتها اذ نقلت من دون اي تمييز تأكيدات البيت الابيض وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وكتبت الصحيفة في تحقيق خاص بمحررتها"انها تثير انقسامات في هيئة التحرير ويرفض بعض الزملاء العمل معها". ويسعى القضاء منذ نحو سنتين الى معرفة المصدر في ادارة الرئيس جورج بوش الذي كشف لعدد من الصحافيين اسم بليم في مناورة تهدف الى حمل زوجها على لزوم الصمت وهو عمل يعتبر جريمة فيديرالية في الولاياتالمتحدة. واعترفت ميلر اخيرا بأن لويس ليبي الذي كان آنذاك رئيس مكتب نائب الرئيس ديك تشيني كلمها ثلاث مرات عن فاليري بليم. ويعتقد ان ليبي اذن لها بكشف هويته. ويقول منتقدو الصحافية انها فضلت عدم البوح بمصدرها ودخول السجن لتصبح بطلة اعلامية وتمحو بذلك اخطاءها الماضية بشأن اسلحة الدمار الشامل في العراق. وتولى ليبي 55 سنة ادارة مكتب تشيني منذ بدء الولاية الأولى للرئيس جورج بوش عام 2001 واستقال من منصبه بعدما وجهت اليه التهمة رسميا في 28 تشرين الاول اكتوبر بحنث اليمين والادلاء بشهادات كاذبة وعرقلة عمل القضاء في قضية بليم/ ويلسون.