طوى الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما واحدة من صفحات الأزمة السياسية في أوكرانيا بقبوله استقالة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش بعد خسارة الأخير انتخابات الرئاسة. وبدأت الأوساط السياسية الأوكرانية في تداول أسماء المرشحين لخلافة يانوكوفيتش، مع تزايد فرص زعيمة المعارضة يوليا توموشينكو الأكثر ولاء للغرب والتي لعبت دوراً أساسياً وراء الرئيس المنتخب فيكتور يوتشينكو. وكلف كوتشما وزير المال نيكولاي أزاروف وهو من الشخصيات المقربة إليه، بتسيير أعمال الحكومة، تمهيداً لتشكيل حكومة مهمتها رأب الصدع العميق في المجتمع الأوكراني، بعدما منح سكان المقاطعات الشرقية الناطقة بالروسية أصواتهم إلى يانوكوفيتش فيما صوتت بقية مناطق أوكرانيا لمصلحة منافسه يوتشينكو. وغدت يوليا تيموشينكو زعيمة تحالف"قوة الشعب"، أبرز الشخصيات السياسية المرشحة لرئاسة الحكومة الاوكرانية بعدما أكد الرئيس المنتخب فيكتور يوتشينكو أن حزبه سيدعمها في حال ترشحت رسمياً لشغل المنصب المذكور، فيما برزت أسماء مرشحين آخرين هما زعيم الحزب الاشتراكي الاوكراني ألكسندر ماروز ورئيس اتحاد الصناعيين الأوكرانيين أناتولي كيناخ. غير أن توموشينكو أعربت أمس عن ثقتها في الحصول على تأييد غالبية برلمانية مريحة لترشيحها، وتعهدت خلال مقابلة تلفزيونية أن تكون"رئيسة وزراء ناجحة لأوكرانيا". ضربة جديدة لموسكو ويهدد شغل تيموشينكو لهذا المنصب بتوجيه ضربة قوية جديدة إلى العلاقات بين العاصمتين الروسية موسكو والاوكرانية كييف، إذ كانت روسيا طلبت من الانتربول الدولي ملاحقة الزعيمة الأوكرانية المتهمة برشوة مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، كما تحوم حولها عدة شبهات في ملفات فساد مالية عدة. وشنت الزعيمة الأوكرانية من جهتها حملة عنيفة ضد موسكو، واتهمتها بالسعي إلى السيطرة على أوكرانيا وتحقيق أحلام أمبراطورية. ودفعت اللهجة الحادة لتيموشينكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحذير فيكتور يوتشينكو من قبول تيموشينكو في المنصب، موكداً أن موسكو لن تصمت، وأنه"لن يكون من المقبول أن يكون ضمن فريقه سياسيون متعصبون يحملون نزعات معادية لروسيا".