سد آلاف من أنصار المعارضة الاوكرانية امس مداخل مقر الحكومة في العاصمة كييف، طبقا لما اورده مراسل وكالة فرانس برس من الموقع، وهتف المحتشدون الذين كانوا يرتدون اللون البرتقالي (يوتشينكو، يوتشينكو) في اشارة الى مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية فيكتور يوتشينكو، في الوقت الذي تدفقت اعداد متزايدة على المبنى المؤلف من عشرة طوابق وسط العاصمة. وكانت قد هددت المعارضة مساء أمس الأول الخميس بإغلاق مداخل المباني الرسمية في كييف مؤكدة انها حققت فوزا قانونيا بقرار المحكمة العليا تعليق نتائج الانتخابات الرئاسية بانتظار النظر في الشكوى المرفوعة. وزار اوكرانيا امس الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وممثل عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا والرئيس البولندي الحالي الكسندر كفاشنيفسكي والاسبق ليش فاليسا. ودعا الرئيس الاوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما الرئيس الليتواني فالداس ادامكوس الى القيام بوساطة بينما دعا مرشح المعارضة فيكتور يوتشينكو للانتخابات الرئاسية الى وساطة دولية لتسوية الازمة بالوسائل السياسية. واعلنت كريستينا غالاش المتحدثة باسم الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان سولانا توجه امس الى كييف سعيا لمخرج للازمة الراهنة في هذا البلد عبر الحوار والتفاوض. والتقى سولانا رئيس الوزراء الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي اعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية وزعيم المعارضة الاوكرانية فيكتور يوتشينكو والرئيس الاوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما. وقالت زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو امام اكثر من 150 الف من مؤيدي المعارض الموالي للغرب فيكتور يوتشينكو في ساحة الاستقلال في كييف: سنبدأ اليوم تنظيم حصار للحكومة والبرلمان وتعزيز حصار الادارة الرئاسية. واضافت: سنسمح للموظفين بالرحيل لكنهم لن يعودوا صباح اليوم وسيكون اضرابا الزاميا الى حد ما بالنسبة لهم، ومساء أمس الأول الخميس تجمع آلاف المتظاهرين بهدوء امام مقر الحكومة.على الصعيد الدولي، تطورت الأزمة الأوكرانية مع الخلافات العلنية بشأنها في القمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي في لاهاي. واتهم رئيس الوزراء الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي اعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل تعليق نتائجها، والمدعوم من موسكو البلدان الديموقراطية بدعم المعارضة التي تقوم بأعمال غير ديموقراطية وغير شرعية. وقال: لم اكن اتوقع صدور تصريحات مماثلة ولم يخطر في بالي ابدا ان البلدان الديموقراطية يمكن ان تعلن دعمها لاعمال غير ديموقراطية وغير شرعية. ولم تهنىء يانوكوفيتش على فوزه سوى دولتين في العالم هما روسيا وبيلاروس، واعلنت الصين انها تريد احترام خيار الشعب الاوكراني، في اشارة الى الاعلان المثير للجدل عن فوز يانوكوفيتش. وفي كييف، يحاول الرئيس البولندي الاسبق ليش فاليسا القيام بمساع حميدة للقاء يانوكوفيتش ويوتشينكو. واكد امام متظاهري المعارضة انه واثق من ان تسوية بين الجانبين ممكنة. وقد حظرت المحكمة العليا نشر اي نتائج للاقتراع رسميا حتى اشعار آخر مما يمهد الطريق لاعلان عدم صلاحيتها بعد اتهامات بحدوث عمليات تزوير على نطاق واسع تحدثت عنها المعارضة والغرب، ويفترض ان يبدأ في الشكوى التي تقدم بها يوتشينكو بعد غد الاثنين. ورحب يوتشينكو بقرار المحكمة، وقال: انها ليست سوى البداية. وقال امام حشد من مؤيديه انها مكافأة صغيرة لقاء ما عانيناه ونحن على الطريق الصحيح. في المقابل رأى سرهي تيهيبكو رئيس الفريق الانتخابي لمرشح السلطة فيكتور يانوكوفيتش ان المحكمة العليا لا يحق لها الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية. وشهدت القمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي حوار طرشان حول الازمة الاوكرانية. فقد اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الانتخابات اتسمت بالشفافية بينما اكد الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي يان بيتر بالكينيندي ان الاتحاد لا يمكن ان يقبل نتائج الاقتراع. واضاف: ان روسيا والاتحاد الاوروبي لديهما وجهات نظر مختلفة حول هذه الأزمة لكنهما متفقان على ضرورة ايجاد حل سلمي لها، وبدأ الرئيس البولندي الكسندر كفاشنيفسكي زيارة إلى أوكرانيا بعد ان اقترح خطة من ثلاث نقاط لتسوية الأزمة.