سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيمة المعارضة الأوكرانية المناهضة للروس تتولى رئاسة الوزراء في بلادها . مصالحة في الكرملين بين بوتين ويوتشينكو تمهد لتعزيز "العلاقات الأبدية" بين بلديهما
اعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني فيكتور يوتشينكو عزمهما على تعزيز علاقات"الشراكة الابدية"بين بلديهما، بعد لقاء مصالحة جمعهما في الكرملين امس. وأعرب بوتين عن ارتياحه لانتهاء"مرحلة داخلية صعبة في اوكرانيا"، فيما مهد يوتشينكو لمحادثاته في موسكو بتوجيه رسالة قوية للروس عندما عين يوليا توموشينكو قائماً بأعمال رئيس الوزراء. وشكلت اول زيارة خارجية يقوم بها الرئيس الاوكراني الجديد تحولاً نوعياً في العلاقات بين موسكو ومعسكر المعارضة الاوكرانية الذي حمل يوتشينكو الى مقعد الرئاسة، بعد ازمة حادة اجتاحت البلاد خلال الشهرين الماضيين. وكان يوتشينكو المعروف بصلاته القوية مع الغرب تعهد خلال حملته الانتخابية بان تكون موسكو اول محطة خارجية له بعد فوزه. واعتبر الكرملين امس، ان وفاء الرئيس الجديد بتعهده يعتبر مؤشراً الى عزم القيادة الاوكرانية على تعزيز الشراكة بين البلدين. وكانت موسكو دعمت منافس يوتشينكو رئيس الوزراء السابق فيكتور يانوكوفيتش خلال الازمة السياسية التي عصفت باوكرانيا. لكن بوتين اعلن عشية الانتخابات استعداد بلاده للتعاون مع اي رئيس يختاره الشعب الاوكراني. وكرر بوتين هذه العبارة خلال لقائه في الكرملين مع يوتشينكو امس. وشدد على ان موسكو لن تلجأ الى"سياسة الكواليس"في علاقاتها مع الجمهوريات السوفياتية السابقة، معرباً عن ارتياحه لانتهاء الازمة الداخلية واستقرار الاوضاع في اوكرانيا. وأكد بوتين ان سياسة بلاده تقوم على التعاون مع السلطات الشرعية في الفضاء السوفياتي السابق. وخاطب ضيفه مشيراً الى ان موقف موسكو خلال الازمة الاوكرانية كان"استجابة لطلب السلطة آنذاك". وأضاف ان"هذا ليس سراً"، معرباً عن امله في قدرة الطرفين على تعزيز الثقة المتبادلة وبناء علاقات تعاون وثيق. من جانبه، وصف يوتشينكو زيارته التي جاءت بعد مرور يوم واحد على ادائه القسم الدستوري بأنها"دليل على الاحترام الكبير لروسيا"التي اعتبر انها ستظل"شريكاً استراتيجياً ابدياً"لبلاده. وقال انه باسم القيادة الاوكرانية يمد يده لبوتين من اجل بناء علاقات طيبة. وزاد انه يأمل في تمكن القيادتين الروسية والاوكرانية بدفع العلاقات الثنائية ومنحها زخماً خاصاً يحولها خلال العام الاول من ولايته الى علاقات خاصة تخدم مصالح الشعبين. لكن يوتشينكو كان استبق زيارته بتوجيه رسالة قوية لموسكو، من خلال تعيين ابرز زعماء المعارضة للنظام السابق في اوكرانيا يوليا تيموشينكو قائماً بأعمال رئيس الوزراء. ومعلوم ان السياسية الاوكرانية كانت اطلقت سلسلة تصريحات معادية لروسيا. كما ان اجهزة الامن الروسية تتهمها بالتورط في قضايا فساد مالي في روسيا. وكان بوتين اعرب في وقت سابق عن امله في ألاّ يضم فريق يوتشينكو"سياسيين ذوي نزعات معادية لموسكو". واعتبر ذلك"امراً غير مقبول". واعتبر محللون روس ان قرار التعيين الذي وقعه يوتشينكو مباشرة قبل مغادرته كييف متوجهاً الى موسكو، هدف الى التأكيد على ان القيادة الاوكرانية الجديدة ستنتهج سياسة مستقلة، على رغم ان العلاقات مع موسكو ستشغل موقعاً اساسياً فيها.