تبادلت الصينوتايوان رحلات طيران مباشرة أمس بعد أكثر من 55 عاماً من الانفصال السياسي بينهما. وحطت ست طائرات صينية في تايبه وواحدة في جنوب كاوسيونغ فيما أرسلت"تشاينا أيرلاينز"و"إيفا أيرويز"التايوانيتان رحلتين إلى بكين في اليوم الأول من بدء تسيير هذه الخطوط الجوية التاريخية. وأرسلت شركة"أير تشاينا"الصينية طائرتين تابعتين لفرعها"شانغدونغ أيرلاينز"لتجنب ظهور العلم الصيني في تايوان التي تعتبرها بكين إقليماً متمرداً. وقال الرئيس التايوني شن شوي يان الذي يزور جزيرة بالاو في المحيط الهادئ إن هذه الرحلات التاريخية تثبت"أن في الإمكان تجاوز الصعوبات طالما أن الطرفين يتمتعان بالصدق ويجلسان إلى طاولة المفاوضات". وكان مسؤولون في الحكومة التايوانية وبرلمانيون ورجال أعمال في استقبال الركاب وطاقم الطائرات التي حطت أولاً في مطار شانغ كاي تشيك الدولي في تايبه. واعتبر شيو تاي سان رئيس مجلس العلاقات مع الصين في تايوان والذي كان في استقبال الطائرات أن"تبادل الرحلات الجوية التجارية خطوة تاريخية في العلاقات بين الطرفين يمكن أن تشكل مثالاً لحل المسائل الثنائية في المستقبل ... وتعني أن الطرفين قادران على وضع خلافاتهما السياسية جانباً". وحطت طائرة تابعة لشركة"ساذرن تشاينا أيرلاينز"قرابة الساعة الوادة والنصف فجراً بتوقيت غرينيتش بعدما غادرت مدينة غوانغجو في جنوبالصين، لتصبح أول طائرة صينية تقوم برحلة مباشرة إلى جزيرة تايوان. وتبعت الرحلة خمس طائرات صينية انطلقت من بكين وشانغهاي وغوانغجو ورحلة واحدة إلى مدينة كاوشيونغ الجنوبية في تايوان ناقلة ما مجموعه 1800 راكب. وكان مسؤولون صينيون في استقبال الرحلتين التايوانتين إلى بكين اللتين نقلتا نحو 500 راكب. ورحبت الولاياتالمتحدة بأول رحلة جوية مباشرة منذ انفصال الطرفين عام 1994 مشددة على أن ذلك سيساهم في إحلال السلام في المنطقة. وسبق أن نظمت رحلات تشارتر غير مباشرة بين الصينوتايوان مع توقف في هونغ كونغ وماكاو عام 2003. لكن رحلات أمس هي الأولى المباشرة بين البلدين الواقعين على مضيق تايوان. إلا أنها لن تكون كافية لتلبية الطلب إذ يقيم أكثر من مليون تايواني في الصين. وسعى الناطق باسم مكتب العلاقات التايوانية في بكين إلى التقليل من أهمية الرحلة بقوله هذا الاسبوع"إن هذا لا يعني بتاتاً أن المفاوضات استؤنفت"لتطبيع العلاقات بين بكين وتايبه.