وسط اشادة أميركية وإسرائيلية، واصلت القيادة الفلسطينية الجديدة تنفيذ خطتها للاصلاح الداخلي، فأصدرت أمراً بحظر السلاح غير المرخص، كما نظمت انتخابات في عشرة مجالس بلدية في قطاع غزة، في أول انتخابات منذ عقود تشارك فيها"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"وتعد معياراً لشعبيتهما في الشارع الفلسطيني. راجع ص5 وكشف مسؤول فلسطيني رفيع مساء أمس أن إسرائيل أعطت موافقة مبدئية على اطلاق 900 معتقل فلسطيني في وقت قريب. وعلى خط مواز، استهل الرئيس محمود عباس أبو مازن أمس جولته الخارجية بزيارة للاردن اطلع خلالها الملك عبدالله الثاني على المستجدات على الصعيدين الأمني والسياسي، في وقت شدد وزير الشؤون الامنية السابق محمد دحلان على ضرورة اعلان"هدنة متبادلة"وفق"خريطة الطريق"، موضحاً ل"الحياة"ان لقاءه وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الأسبوع المقبل سيبحث في تفعيل"خطة أمنية"كانا توصلا اليها عام 2003، وتتضمن هدنة متبادلة، واغلاق ملف المطاردين، والانسحاب الاسرائيلي على مراحل وتسليم 5 مدن في الضفة. ومن المقرر أن تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية الجديدة كوندوليزا رايس الى المنطقة قريباً للبحث في أفق التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وكان الرئيس جورج بوش أعلن أول من أمس انه سيوفد رايس الى مؤتمر لندن للبحث في سبل مساعدة الفلسطينيين، مضيفاً ان من الممكن اقامة دولة فلسطينية خلال اربع سنوات بحلول عام 2009 وفي هذا الصدد، كرر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليام بيرنز ل"أبو مازن"خلال اجتماعهما أمس تعهد بلاده تقديم دعم للقيادة الجديدة خصوصاً في المجالين الأمني والاقتصادي. وكشف الخبير في شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد في مؤتمر رعاه معهد السلام الأميركي عن تحقيق تقدم في المشاورات الجارية بين اسرائيل والولايات المتحدة في شأن مسار الجدار الفاصل، مضيفاً:"القدس منطقة حساسة بوجه خاص في ما يتعلق بالجدار"، معرباً عن"القلق العميق في ما يتعلق بأوجه مختلفة لمسار الجدار في هذه المنطقة". وفي اشارة جديدة الى نيات القيادة الفلسطينية السيطرة على العنف تمهيداً لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، أعلن وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات ان رئيس الحكومة أحمد قريع وقع على أمر يحظر حمل السلاح غير المرخص في الأراضي الفلسطينية، وذلك خلال اجتماع لمجلس الامن القومي عقد في رام الله امس بحضور قادة الأجهزة الأمنية. في الوقت نفسه، جرت أمس الانتخابات البلدية الأولى منذ عام 1976 في قطاع غزة وشاركت فيها للمرة الأولى"حماس"و"الجهاد"اللتان قاطعتا انتخابات الرئاسة. ووسط اقبال وصف ب"الكثيف"، صوّت الفلسطينيون في عشر بلدات لانتخاب اعضاء 10 مجالس بلدية، في اختيار جديد للقوة بين"فتح"والفصائل الاسلامية في الشارع الفلسطيني. ويعتبر قطاع غزة معقلاً ل"حماس"التي رفعت في حملتها الانتخابية شعار"التغيير والاصلاح". ومن المقرر اجراء انتخابات بلدية في مئة مدينة وبلدة فلسطينية في الضفة والقطاع في 28 نيسان ابريل المقبل. اسرائيلياً، أعلن شارون في مقابلة مع صحيفة"يديعوت احرونوت"انه"راض جداً"عن الخطوات التي اتخذها"أبو مازن"، في حين افادت صحيفة"هآرتس"انه ينوي دعم القيادة الجديدة ب"رزمة نيات حسنة". ورغم ذلك، رفض وزير الخارجية سلفان شالوم المطالب الفلسطينية بإعلان هدنة متبادلة، داعياً السلطة الى نزع أسلحة الفصائل وتفكيك بنى"الارهاب".