عشية وصول مستشارة الرذيس الأميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس الى المنطقة غداً، تسارعت المساعي من أجل عقد اجتماع أمني فلسطيني - اسرائيلي لمناقشة ترتيبات الانسحاب من قطاع غزة وبيت لحم. كما استؤنفت "مسرحية" اخلاء البؤر الاستيطانية، في حين تواصلت المشاورات الفلسطينية من أجل إعلان اتفاق هدنة اليوم، وسط تأكيدات أن حركة "فتح" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" اتفقت على صيغة بيان مشترك يدعو الى "وقف متبادل لاطلاق النار" بين الفلسطينيين واسرائيل. راجع ص 4 و5 وكانت الهدنة بدت أمس أمراً بعيد المنال بسبب قرار اتخذه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز مساء اول من امس يقضي ب"تجاهل" أي أتفاق لوقف النار والاصرار على مواجهة بين السلطة والفصائل الفلسطينية ومواصلة الاغتيالات. فضلاً عن تصريحات الرئيس جورج بوش عن ضرورة تفكيك "حماس"، وما خلفه ذلك من حرج للحركة ادى الى تأخير اعلان الهدنة التي توقعها الرئيس ياسر عرفات "خلال الساعات المقبلة". الا ان جهات فلسطينية اكدت ان اعلان الهدنة وشيك، فيما ابدت اطراف اوروبية تفاؤلا بجدية اميركا في تطبيق "خريطة الطريق"، عكسته تصريحات مبعوث الاتحاد الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس عندما اعرب عن "آمله" بأن تكون هناك "في مستقبل قريب، اليوم او غداً، انباء سارة" في شأن تطبيق الخريطة. ترافق ذلك أيضاً مع بدء الادارة الاميركية بالاعداد لتنفيذ المرحلة الثانية من "الخريطة" من خلال اجراء انتخابات محلية وبلدية في الاراضي الفلسطينية، مفترضين ان ينجح الطرفان في تطبيق البنود المتعلقة ب"وقف الارهاب" وانسحاب الجيش. وأفادت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان هذه الانتخابات "يُراد منها اساساً إضعاف مكانة الرئيس عرفات من دون اللجوء الى مواجهة مباشرة معه لتحقيق ذلك"، اضافة الى ان قصرها على انتخابات محلية يحول دون الوقوع في الاشكال الذي قد ينشأ في شأن مشاركة المقدسيين في انتخابات برلمانية او رئاسية. وزادت ان الادارة الاميركية تطمح ايضاً الى تطبيق الخريطة والتزام الجدول الزمني الاصلي القاضي بإقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة حتى نهاية العام الحالي، الأمر الذي اعتبرته اسرائيل "طموحاً خطيراً غير واقعي" كما قالت الوزيرة نتسيبي ليفني. وعن قرب اعلان اتفاق الهدنة، صرح النائب الفلسطيني قدورة فارس بأن الفصائل الثلاثة "فتح" و"حماس" و"الجهاد" "ستقدم صيغة لاتفاق هدنة الى رئيس الوزراء محمود عباس ابو مازن الجمعة اليوم" وفي الوقت نفسه "سينقل مبعوثون فلسطينيون الصيغة الى مصر والسعودية وقطر". وأوضح أن الحوار الفلسطيني الداخلي "تم على ثلاثة محاور: الاول بين ابو مازن والفصائل في غزة، والثاني في دمشق بين مسؤولين في فتح وقادة حماس والجهاد، والآخر بين ممثلي الفصائل في السجون الاسرائيلية وكان توافق وانسجام بينها". وذكرت وكالة "فرانس برس"، أن صيغة البيان المشترك التي اعدها امين سر حركة "فتح" مروان البرغوثي من سجنه الاسرائيلي ووافقت عليها الفصائل الثلاثة، تقول: "بناء على الظروف الدولية والسياسية في المنطقة تعلن الفصائل الثلاثة فتح وحماس والجهاد الاسلامي تعليق عملياتها لمدة ثلاثة أشهر على ان توقف اسرائيل عمليات الاغتيال والدهم وعدوانها باشكاله وتطلق المعتقلين الفلسطينيين".