إفتتح في بورتو أليغري امس،"المنتدى الاجتماعي العالمي"في دورته الخامسة. وبدا المنتدى وكأنه في عملية إعادة بحث عن العلاقة التي تربطه بهذه المدينة البرازيلية التي أنجبته، بعد عودته من الهند حيث استقر العام الماضي، خصوصاً في ظل خسارة"حزب الشغيلة"الانتخابات البلدية في المدينة - الرمز التي حكمها ل16 عاماً متتالية. أبعد وأعمق من مصائر الديموقراطية التي تفترض تبادل السلطة، يبحث المنتدى ما سمّي بشيء من التضخيم ب"المجتمع المدني العالمي"، وما يستطيعه هذا المجتمع لترجمة الشعار الأساس للمنتدى أن"عالماً آخر ممكن". ويسعى المنتدى خلال استضافته رؤساء دول وسياسيين ونقابيين قادمين من أنحاء العالم، الى تحويل التنظيمات والمجموعات التي يتألف منها، الى كتل ضغط قادرة على المساهمة في تحريك ورش العمل التي يعتبرها ذات أهمية قصوى وتتناول قضايا مثل الفقر والدين والسلم... وأيضاً فلسطين. جديد الدورة الخامسة للمنتدى، برنامجه الذي لم تصغه هذه المرة لجنة معينة، بل نتج من مشاورات ومفاوضات امتدت طوال السنة الماضية، بين ألفي مؤسسة ومنظمة تعتبر نفسها الأب الروحي له. تزايد عدد المشاركين لكن المنتدى يتميز أيضاً هذه السنة، بأنه أصبح حدثاً مفتوحاً يتسجل فيه الاشخاص فردياً، ويتحولون الى"مشاركين". لذا ضم هذه المرة خمسين ألف مشارك يشكل البرازيليون نحو أربعة أخماسهم، ويليهم الأرجنتينيون. ومن خصائص المشاركة هذه السنة، التزايد النسبي لعدد المشاركين الأميركيين الشماليين على حساب الفرنسيين والإيطاليين. وعلى صعيد المشاركة العربية، جاءت وفود من عشر دول من المغرب والمشرق، باستثناء العراق، ولو كان الوفد القادم من فلسطين هو الأكبر من دون منازع، يليه التمثيل المصري. كذلك لوحظ دور متزايد للناشطين الهنود، نسبة الى سكان أميركا الأصليين الممثلين بنحو مئة وخمسين، شعباً وأمة، إحتلوا هذه المرة حيّزاً ثقافياً مميزاً. ويرتبط هذا التطور بصعود الوعي لدى"الهنود"في عدد لا بأس به من دول أميركا الجنوبية والوسطى. الى جانب المنتدى المركزي الذي هو حدث شبابي بامتياز، على الأقل على مستوى المشاركين، بدأ في الأيام الأخيرة عدد من المنتديات الموازية المتخصصة في شؤون عدة مثل الصحة والهجرة والقضاء والإعلام والسلطات المحلية والبرلمانية. وبدأ المنتدى مساء امس، بتظاهرة اجتاحت المدينة عاصمة ولاية غراندي دو سول، تلاها عرض موسيقي كبير شارك فيه فنانون من أنحاء العالم. وتستمر فاعلياته الى 31 الشهر الجاري. واليوم، يشارك الرئيس البرازيلي لويس اغناسيو لولا دا سيلفا في إطلاق"النداء العالمي للتحرك ضد الفقر"قبل أن ينتقل الى المؤتمر"المنافس"في دافوس. وقررت اللجنة العالمية للمنتدى رغبة منها في الوصول الى شعوب متنوعة، ان تنظم المنتدى سنة 2006 في ثلاث دول بالتزامن فنزويلا والمغرب وكوريا الجنوبية هي الاوفر حظاً، على ان يستقر منتدى 2007 في افريقيا على الارجح في كينيا.