ثبتت نتائج استطلاعات الرأي التي نشرتها أمس كبرى الصحف العبرية، "يديعوت احرونوت" و"معاريف" و"هآرتس"، ما ورد في استطلاعات مطلع الاسبوع، وتوقعت انتصاراً كبيراً لحزب "ليكود" اليميني الحاكم بزعامة ارييل شارون في الانتخابات التشريعية التي تجري في 28 الجاري وحصوله وسائر أحزاب اليمين والمتدينين على غالبية في البرلمان الجديد من 64 الى 65 مقعداً، في مقابل 36 الى 38 لمعسكر اليسار الذي يضم "العمل" و"ميرتس" والأحزاب العربية و17 الى 19 لحزبي "الوسط" شينوي 15 و"عام إحاد" 3-4. ويستدل من حصول "ليكود" على 30 الى 34 مقعداً، مقابل 19 الى 20 ل"العمل" نجاح الأول وزعيمه في وقف تدهور شعبية الحزب في أعقاب ملفات الفساد المالي، فيما لم يحقق التزام زعيم "العمل" عمرام متسناع عدم الدخول في حكومة "وحدة وطنية" بزعامة شارون الطفرة المرجوة في عدد المقاعد وعاد ليراوح مكانه في منطقة ال20 مقعداً. وبات واضحاً ان شارون نجح في استثمار وقف خطابه المتلفز بقرار رئيس لجنة الانتخابات واستنهض بهجومه على متسناع ووسائل الاعلام العبرية همم المترددين من أنصار "ليكود" فأعادهم الى حظيرته عبر التهويل من خطر عودة اليسار الى الحكم. ووصف أحد المعلقين في الشؤون الحزبية استطلاعات الاسبوع الماضي التي أشارت الى تقلص فارق المقاعد بين "ليكود" و"العمل" الى خمسة، بأنها "علاج صدمة" لناخبي "ليكود" الذين غادروا بيتهم احتجاجاً على الفساد وسرعان ما عادوا اليه عندما أحسوا ان من شأن ترددهم أن يأتي بمتسناع رئيساً للحكومة. الى ذلك يتفق المعلقون على أن فشل "العمل" في حملته الانتخابية واصرار متسناع على مواقفه "الحمائمية" بدل التحرك نحو المركز دفعا بناخبي الحزب المترددين الى أحضان حركة "شينوي" العلمانية التي تمثل تيار الوسط، ويتوقع أن يرتفع تمثيلها من ستة مقاعد الى 15 مقعداً. وأشاروا الى أن الاسرائيليين يبحثون عن "مرشح مركزي" لرئاسة الحكومة من أمثال اسحق رابين وايهود باراك اللذين تحركا نحو الوسط لاستمالته. وتابعوا انه فيما ألح متسناع على "الاتجاه نحو اليسار" اتجه شارون، بمواقفه التي تظهره معتدلاً في حزبه "ليكود" وعيون الاسرائيليين، نحو الوسط "بل ان بعض الاسرائيليين يرى أنه يتجه الى اليسار". ويساهم موقف شارون الداعي الى ضرورة تشكيل حكومة "وحدة وطنية" مع "العمل" وتفضيلها على حكومة يمينية ضيقة في تعاظم شعبيته مستغلاً حقيقة أن غالبية الاسرائيليين تؤيد حكومة كهذه، ما يعني في الوقت نفسه رفض الاسرائيليين موقف متسناع المعارض المشاركة في حكومة بزعامة شارون. وأحدثت الأرقام الجديدة صدمة في أوساط "العمل" وراح بعض أركان الحزب يتحدث، من دون أن يفصح عن هويته، عن احتمال إرغام متسناع على الدخول تحت خيمة حكومة "الوحدة" أو على الاستقالة ثمناً لفشله في تحقيق مكسب انتخابي للحزب. ويستغل مسؤولون في "ليكود" صدور هذه الأصوات بهدف تعميق الأسفين داخل "العمل"، وأمس كرروا الادعاء ان أقطاباً في "العمل" طمأنوا شارون لجهة دعمهم فكرة حكومة "الوحدة". من جهة أخرى، أعلن عجوز "العمل" شمعون بيريز أمس دعمه لمواقف متسناع، مضيفاً ان من يتحدث عن إمكان تشكيل حكومة "وحدة" علمانية، من دون أحزاب المتدينيين انما يتحدث عن أوهام، مضيفاً أن "ليكود" لن يتنازل عن تحالفه التاريخي مع هذه الأحزاب. وبث بيريز الأمل في نفوس أنصار الحزب بقوله ان الاستطلاعات لا تعكس الحقيقة وأن الاسبوعين المتبقيين على موعد الانتخابات كفيلان بإحداث تغييرات بعدما يدرك المترددون صحة موقف متسناع وطرحه السياسي. من ناحيته، نفى متسناع ما يشيعه "ليكود" عن صدع في الحزب على خلفية معارضة عدد من مسؤوليه التزامه عدم المشاركة في حكومة وحدة، وقال ان "العمل لن يغير موقفه القائل بأن احتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية يتحقق تحت زعامة العمل فقط".