} بعدما حقق رئيس الوزراء الاسرائيلي مرشح حزب العمل في الانتخابات المقبلة هدفه المرتجى بقطع الطريق على بنيامين نتانياهو وشمعون بيريز من الترشيح لرئاسة الحكومة وحصرها بينه وبين زعيم ليكود ارييل شارون، أخذ يركز جهوده الآن على قلب أرقام استطلاعات الرأي لصالحه رغم الفارق الجدي القائم حالياً، قبل ستة اسابيع من يوم الانتخابات، لصالح شارون. أشارت نتائج الاستطلاعات المنشورة امس الى تفوق كبير لشارون تراوح بين 11 في المئة حسب استطلاع "يديعوت احرونوت" و18 في المئة حسب استطلاع "معاريف" مع وجوب الاشارة الى ان الاستطلاعات تمت وسط توقع المستطلعين بأن يخوض الوزير شمعون بيريز الانتخابات. وأفادت الاستطلاعات ان ترك نتانياهو حلبة المنافسة دفع بمؤيديه الى تأييد شارون ولم يأت بأية فائدة لباراك. وقال 80 في المئة من الناخبين من حركة شاس الدينية الشرقية، انهم سيصوتون لصالح شارون، فيما وصلت نسبة المواطنين العرب الذين قالوا انهم سيصوتون لباراك 46 في المئة، مقابل 95 في المئة في الانتخابات السابقة. ودللت الاستطلاعات على ان حظوظ بيريز امام شارون أفضل بكثير من حظوظ باراك وانه كان بمقدوره هزم شارون، لو شارك في المنافسة. ورغم الارقام تنفس باراك الصعداء، في ساعة متقدمة من ليلة أول من امس حين أزاحت حركة ميرتس حملاً ثقيلاً عن صدره تمثل بالوزير بيريز. فقد رفضت ادارة الحركة طلب بيريز ترشيحه لرئاسة الحكومة، لحاجته لتأييد كتلة برلمانية من عشرة نواب. وعملياً أذعنت الحركة، التي رغب ثلثا اعضائها بمنح بيريز حق الترشيح، لزعيم الحركة يوسي سريد الذي ارتأى التجاوب مع باراك، وبعدما قام الأخير بإجراء اتصالات شخصية مع اعضاء الادارة اليهود، واستثنى الاعضاء العرب السبعة، ناشدهم عدم الموافقة على ترشيح بيريز لأن من شأن ذلك "ان يحدث شقاقاً في معسكر السلام واليسار ويوقف المفاوضات الجارية حالياً مع الفلسطينيين". ودعت حركة ميرتس باراك الى تعيين بيريز رئيساً لطاقم المفاوضين الاسرائيليين في المفاوضات مع الفلسطينيين ومنحه دوراً ريادياً في حكومة باراك، لكن بيريز أعلن انه لم يقصد بترشيحه البحث عن "مكان عمل". وامس أعلن انه سيؤيد باراك اذا ما أحرز تقدماً في العملية السلمية. اما باراك فاكتفى بالقول ان لبيريز خبرة غنية تؤهله للعب دور مهم في المعركة الانتخابية وفي دعم عملية السلام. وعلى الساحة العربية، وكما هو متوقع، اتفق النواب العرب على ألا يتفقوا على هوية مرشح عنهم لرئاسة الحكومة، فالقائمة العربية الموحدة 5 مقاعد رأت ان رئيسها عبدالمالك دهامشة أهل للترشيح، فيما رفضت الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة 3 مقاعد هذا الترشيح وسعت الى ترشيح مرشح عن اليسار الاسرائيلي أو دعم بيريز في حال ترشحه.