لم يكن دريد لحام يوماً من الايام ممثلاً كوميدياً يضحك البشر، بل لطالما شكل حالاً فنية ووطنية ذات تاريخ فني حافل بالمواقف الوطنية والشجاعة. ومناسبة الكلام قراره التنازل عن لقبه "سفير الأممالمتحدة للنوايا الحسنة" اختير عام 1997 سفيراً لمنظمة "اليونيسيف" في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وبهذا الموقف رسخ نضاله الفكري والثقافي والفني. فصاحب "التقرير" و"الحدود" و"كاسك يا وطن" و"غربة" أثبت أنه اكبر من اي منصب يعطى له. وهو لم يتنازل عن لقبه الا عندما خُيِّر بين تمسكه بمواقفه وحمله لقبه، ففضل المواقف الوطنية المؤيدة للمقاومة اللبنانية والعربية. فهو بعدما زار جنوبلبنان، ورشق مع عائلته وأحفاده الجنود الاسرائيليين بالحجارة، ووصف الولاياتالمتحدة بالنازية، اثارت هذه المواقف حفيظة الدولة العبرية، فرفعت شكوى الى هيئة الأممالمتحدة، تقول فيها: "كيف يكون سفير للنوايا الحسنة وهو يدعم الارهاب؟". وقامت الهيئة بارسال كتاب الى مكتبه في سورية، لاستيضاحه الأمر، فأكد كل ما نسب اليه، وقال لهم: "اذا خيرتموني بين مواقفي الوطنية ولقب سفير، فأنا اختار مواقفي". وقرر التخلي عن هذا المنصب لأنه كما قال: "ربما لانعدام النوايا الحسنة في هذا الكون، وربما لأنني أدليت بتصريح قبل نحو سنتين قلت فيه ان الولاياتالمتحدة هي نازية العصر والرئيس جورج بوش هو هتلر العصر. واذا كان هذا يضايقه فليسجلني على قائمة الارهاب". وأضاف: "انني فخور بصداقتي للمقاومة اللبنانية والعربية، وهذا هو جواز سفري الديبلوماسي لا أريده، وسأبقى اهتم بالطفولة وسأبقى سفيراً لقلوبهم الطيبة". بيروت - فيصل المير [email protected]