لجأت منظمات الأممالمتحدة منذ عدة عقود إلى توظيف شهرة نجوم الفن والكرة في إيصال رسالتها في المجالات المختلفة وذلك من خلال تعيينهم سفراء للنوايا الحسنة، وهو تكليف تشريفي للمشاهير من قبل المنظمات المختلفة، دون أن يحمل ذلك صفة سياسية دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى. ويهدف التكليف إلى المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها تلك المنظمات سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلقة بالصحة والغذاء، والغرض من استخدام المشاهير الاستفادة من شهرتهم في نشر الوعي ودعم القضايا الإنسانية، ويمكن أن يكون التكليف على مستوى دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة. وابتدرت منظمة «اليونيسيف» فكرة تعيين سفراء للنوايا الحسنة من بين نجوم الفن والرياضة كأولى منظمات الأممالمتحدة التي تعاملت بهذا المفهوم، وكان الممثل داني كاي أول من قام بدور السفير المتجول في العالم عام 1954 وتلته الممثلة أودري هيبرون. وفي العالم العربي يعتبر الفنان المصري حسين فهمي أول سفير عربي للنوايا الحسنة، حيث حمل اللقب والمهمة في عام 1998 لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية حول قضايا إدمان المخدرات والفقر والأطفال المعوقين. وتعتبر الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي أحد أشهر أولئك السفراء، وتشغل حاليا منصب سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولها مساهمات إنسانية متعددة، حيث منحت مليون دولار لأحد معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان، ومثلها لكل من: منظمة أطباء بلا حدود، منظمة الطفل العالمي، منظمة جلوبال إيدز أليانس، ومنكوبي دارفور، وخمسة ملايين دولار لأطفال كمبوديا. وفي زيارتها الثالثة للعراق قدمت دعما ماديا ومعنويا لمئات الآلاف من اللاجئين العراقيين داخل وخارج العراق، ويقال إن نحو 20 مليون دولار «عدا الأطعمة والأدوية وغيرها» هي إجمالي ما تبرعت به خلال ثماني سنوات. وزارت سفيرة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين مخيمات اللاجئين بلبنان واللاجئين الصوماليين بكينيا، وزارت أفغانستان والصومال وباكستان ودارفور وسلفادور وتنزانيا وسيراليون وغيرها بشاحنات محملة بملايين الدولارات وبمختلف أنواع الأغذية والأدوية والأطعمة. وعربيا تم تعيين الفنانة اللبنانية نانسي عجرم سفيرة للنوايا الحسنة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضم 22 بلدا من قبل صندوق الأممالمتحدة للطفولة – يونيسيف في أكتوبر 2009. ومن الفنانين العرب كذلك الفنان عادل إمام كمبعوث سلام وسفير نوايا حسنة مع غيره من السفراء في العالم، ومحمود قابيل سفير النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف، والفنان السوري دريد لحام سفير للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف أيضا، ومارسيل خليفة فنان اليونسكو والسلام لمنظمة الأممالمتحدة، وصفية العمري كأول سفيرة مصرية للنوايا الحسنة لصندوق الأممالمتحدة للسكان، وماجدة الرومي سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة، والفنان محمود ياسين الذي يحمل لقب سفير لمكافحة الجوع. وتضم قائمة المنظمات التي لها سفراء نوايا حسنة: منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو، برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، صندوق الأممالمتحدة للسكان، مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، صندوق الأممالمتحدة للأطفال، منظمة الأممالمتحدة للإنماء الصناعي – يونيدو، صندوق الأممالمتحدة لتنمية المرأة – يونيفيم، ومنظمة الصحة العالمية. وقد استقال بعض السفراء العرب من تكليفهم بمهمة سفير النوايا الحسنة احتجاجا على بعض المواقف الدولية والإقليمية، كما حدث في حرب لبنان عام 2006، منهم سعاد عبدالله وصفية العمري وجمال سليمان وحسين فهمي ودريد لحام .