لكم انتبهت المنظمات الدولية بنجوم الفن والإعلام العربي، واختارت منهم أكثر من مرة سفيرا ل«النوايا الحسنة». ولكم كانت المنطقة العربية مسرحا لأحداث إنسانية، إلا أنها لم تجد إلا سفريات عابرة من أولئك السفراء، «لا تتغبّر» لها ملابسهم عادة. ولعل الأحداث الراهنة في أكثر من دولة، تسرد الكثير من الحكايا الإنسانية التي تحتاج إلى تحرُّكات السفراء الغائبين، حتى تتأكد الفكرة الحقيقية من اختيارهم من قبل الأممالمتحدة أو «اليونيسيف»، لكن المشاهير يعجبهم فقط اللقب الشرفي، وما يوازيه من تلميع إعلامي، ولا عزاء ل«الإنسان المنتظر». عندما اختيرت النجمة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي «سفيرة للنوايا الحسنة»، لم تنتظر وقتا طويلا لتثبت أنها تبحث عن مهمة إنسانية كهذه. جولي تمضي أوقاتا طويلة في مخيمات اللاجئين بشرق المعمورة وغربها، بخلاف دعمها للجمعيات الخيرية في مختلف الدول، وتقديمها الدعم المادي لصالح المنظمات التي تهتم بالطفولة والمرأة ومكافحة الأيدز والجهل، حيث قدمت نحو 20 مليون دولار «75 مليون ريال»؛ من أجل رسم الابتسامة على وجوه أهلكتها المجاعات وفتكت بها الأوبئة. ولم تستغل النجمة الأمريكية هذا المنصب في البحث عن الفلاشات بمناسبة ودون مناسبة. نعلم وتعلمون، أن عادل إمام وجورج قرداحي ونانسي عجرم وهند صبري وعاصي الحلاني ومنة شلبي والشاب خالد، من بين أولئك السفراء العرب، فهل سمع أحد منكم أن أحدهم تبرع بكامل أجره في مسلسل أو حفل أو خلافه، لصالح متضررين عرب من كوارث بيئة، أو «كوارث سياسة»؟ الحسنة الوحيدة لسفراء سابقين، أنهم اعتذروا عن استكمال المهمة حينما أسعفتهم «حرب 2006» في جنوب لبنان، أمثال دريد لحام وسعاد عبدالله وحسين فهمي وجمال سليمان.