بدت إيران مستعدة لمواجهة احتمال رفعپملفها النووي إلى مجلس الأمن. وحذرت عبر الناطق باسم خارجيتها حميد رضا آصفي من أنها "لن ترضخ بأي شكل من الأشكال" لفرض أي قرار عليها. وأكدت على حقها في تخصيب اليورانيوم، لكنها شددت على أنها ما زالت ملتزمة بتجميد عمليات التخصيب "كبادرة حسن نية منها". ولم يكترث آصفي بما يشاع عن تهديدات اسرائيلية بإمكان ضرب المنشآت النووية الإيرانية، إذ اعتبر أن "إسرائيل أصغر من أن تعتدي على إيران لأنها تعرف حجمها". وأبقى آصفي على التفاوض كخيار وحيد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأوروبية المعنية، مشدداً على الاستمرار في التعاون مع الوكالة. وفي وقت لا ترى إيران مسوغاً لإحالة ملفها إلى مجلس الأمن، فإنها بدأت تعد العدة لمثل هذا الاحتمال في ظل إصرار أميركا على ذلك، والتجاوب الأوروبي الأخير مع رغبات واشنطن. وربطت مصادر إيرانية مطلعة بين الانغماس الأميركي في الملف العراقي وزيادة ضغوط واشنطن على طهران في الملف النووي، ما يفسره كثيرون من المراقبين على أنه محاولة أميركية لإبقاء إيران في حال الدفاع السياسي عن النفس لئلا تعتمد سياسة ديبلوماسية هجومية في العراق تحرج البيت الأبيض على أعتاب الانتخابات الرئاسية الأميركية. وبحسب مصادر إيرانية مطلعة تحدثت إلى "الحياة" فإن نقل ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن سيتبعه في شكل تلقائي قيام البرلمان الإيراني الذي يسيطر عليه المحافظون بإصدار تشريع يلزم الحكومة الإيرانية بقطع تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع احتمال خروج طهران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، إضافة إلى رفض المصادقة على البروتوكول الإضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية. وتأتي هذه المعطيات بعدما حذر الرئيس الإيراني محمد خاتمي أخيراً، من أن إيران ستواصل برنامجها النووي السلمي حتى لو أدى ذلك إلى وقف الإشراف الدولي على نشاطاتها. ويعتبر تاريخ 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، حداً فاصلاً بين الانفراج أو الانفجار في الملف الإيراني، وذلك لإجراء مراجعة شاملة لهذا الملف. ويأتي ذلك في ظل سعي الأميركيين إلى رفع الملف إلى مجلس الأمن، بعدما رفضت إيران الالتزام بقرار وقف كل النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. وكانت إيران أعلنت توصلها إلى امتلاك الدورة الكاملة للوقود النووي. وأكدت أن هذه الصناعة صارت محلية. وأعلنت طهران على لسان وفدها المفاوض لدى الوكالة الدولية أنها ترحب بأي مشاركة أوروبية أو أميركية في برامجها النووية التي تقول إنها للأغراض السلمية.