دعت المرجعية الشيعية العليا في النجف الى توحيد صفوف المسلمين، وعدم الانجرار الى فتنة طائفية تحاول جهات اشعالها باستهداف علماء دين سنة وشيعة. ولفتت الى ان الهدف الذي يجب ان يعمل العراقيون لتحقيقه هو تهيئة الظروف لاجراء الانتخابات. وقال الشيخ فاتح ال كاشف الغطاء احد العلماء المقربين من المرجع الشيعي السيد علي السيستاني ل"الحياة" ان "المرجعية الدينية تحاول ان تلعب دوراً ارشادياً باعتبارها الموجه الاول للجميع". واشار الى ان السيستاني "دعا الجميع الى المشاركة في انجاح اجراء الانتخابات، وحذرهم من الوقوع في شباك فتنة طائفية تعمل جهات خارجية وداخلية لنسج خيوطها بين السنة والشيعة، بهدف تعطيل الانتخابات". ولفت الى ان "المرجعية غاضبة من الاحزاب السياسية والدينية بسبب الأخطاء الكبيرة والكثيرة التي ارتكبتها في معالجة الاوضاع الامنية في العراق، واكتفائها بدور المتفرج امام نزوع الحكومة الى استخدام القوة المفرطة ضد المدن التي تشهد اضطرابات". وزاد ان "المرجعية الدينية العليا تتصرف على انها والد الجميع، وصاحبة حق في محاسبة من يخطب ودها كما يحاسب الاب ابناءه". ونفى دعوة المرجعية الى تشكيل كتلة شيعية موحدة أو دعم قائمة انتخابية تضم القوى والتيارات الدينية والسياسية الشيعية، وقال ان "المرجعية لا يمكن ان تزج نفسها في تفاصيل من هذا النوع". واكد كاظم الموسوي الناطق باسم آية الله هادي المدرسي ل"الحياة" عدم وجود قائمة انتخابية اعدتها المرجعية الدينية في النجف "أو دعت الى تشكيلها"، مشيراً الى ان غالبية الشخصيات الدينية تتمنى ان تخطو المرجعية خطوة في هذا الاتجاه. وقال ان السيستاني "ناشد الاحزاب والمنظمات السياسية والدينية العمل لخدمة المذهب، لكنه لم يتطرق الى الحديث عن قائمة انتخابية". ولفت الى ان اشارة السيستاني الى ضرورة تهيئة الاجواء المناسبة لاجراء الانتخابات "ربما كانت وراء ترويج بعضهم لفكرة طرحه قائمة انتخابية". الى ذلك، نفت مصادر "هيئة علماء المسلمين" اعلان الهيئة مقاطعتها الانتخابات المتوقعة مطلع عام 2005.