دعت المفوضية العليا للانتخابات في العراق الاحزاب والتيارات السياسية والافراد الذين يرغبون بالمصادقة على كياناتهم السياسية حسب الانظمة الصادرة عن المفوضية، الى تسليم طلب المصادقة وتسلم الاستمارات والتعليمات الخاصة بذلك، في حين نفت مصادر مقربة من المرجعية الدينية في النجف ما تردد عن اصدار آية الله علي السيستاني فتوى تقضي"بان من يقاطع الانتخابات او يمتنع عن المشاركة يدخل جهنم". وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية فريد أيار ل"الحياة""يفضل ان تقدم الكيانات السياسية قوائم مرشحيها الى الانتخابات في الوقت الذي تقدم طلباتها للمصادقة عليها". وأضاف ان"الأمر نفسه ينطبق أيضاً على الائتلافات". وأشار الى ان النماذج الخاصة بالمصادقة ستنشر خلال يومين، كما ستزود المفوضية الكيانات السياسية بكل ما تحتاجه من معلومات ووثائق لانجاح العملية الانتخابية. وفي ما يخص الاعداد للانتخابات اعلن ايار ان المفوضية بصدد تهيئة تسعة آلاف مركز انتخابي يضم حوالي اربعين ألف محطة انتخابية، لافتاً الى ان المفوضية ستتخذ من المدارس مقراً لاجراء الانتخابات كونها مراكز حكومية محايدة وجاهزة ومنظمة. وأوضح ان كل مدرسة ستعد مركزاً انتخابياً يضم خمس غرف كمحطات انتخابية، وتحتوي كل واحدة على صندوق اقتراع سعته 500 بطاقة انتخابية. على الصعيد ذاته، لفت ايار الى ان المفوضية بصدد اختيار مراقبين للانتخابات سيتولون، مع وكلاء الكيانات السياسية، مراقبة صناديق الاقتراع، مشيراً الى انه سيتم تدريبهم بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني العراقية. وشدد ايار على عدم البت في الطعن من دون أدلة ثبوتية على ان يتحمل من يقدم الطعن الاثبات، مضيفاً ان اي طلبات لاضافة اسم جديد او إلغاء آخر سيبت فيه المدير الانتخابي للمحافظة في موعد اقصاه يوم واحد بعد انتهاء مدة عرض السجل وتقديم الطعون. الى ذلك، نفت مصادر مقربة من المرجعية الدينية في النجف ما تردد عن إصدار آية الله علي السيستاني فتوى تقضي"بان من يقاطع الانتخابات او يمتنع عن المشاركة فيها يدخل جهنم"، وناشدت العراقيين السنة المشاركة في الانتخابات المقبلة خدمة للصالح العام. وقال الشيخ علي الربيعي، المتحدث باسم آية الله محمد اسحاق الفياض، احد اكبر المراجع الشيعية الأربعة في النجف ل"الحياة"ان"المرجعية العليا أوجبت المشاركة في الانتخابات لأن عدم المشاركة فيها يمنح المحتلين فرصة التسلط على رقاب العراقيين والتحكم بمصائرهم"، مشيراً الى ان"مقاطعة الانتخابات او المساهمة في وضع العراقيل أمامها أمران يسعى اعداء العراق اليهما لمنح الوجود الاميركي شرعية احتلال العراق اطول فترة ممكنة". ولفت الى ان"المرجعية العليا تتمسك بدورها الأبوي لجميع العراقيين، وان هذا الدور يفرض عليها ان تلعب دوراً فاعلاً في توجيه المجتمع وارشاده"، واوضح ان"المرجعية دعت الى مشاركة واسعة الا انها لم تصدر فتوى تساوي بموجبها بين اداء الصلاة والصوم وبين المشاركة في الانتخابات، ولم تقل ان الممتنع عن المشاركة سيدخل جهنم"، وهي أمور"روّج لها البعض ليوغل في تعميق الهوة بين الشيعة والسنة، لما تحمله وجهات نظر الطرفين من اختلاف حول الانتخابات". وقال الربيعي ان"المرجعية تأمل في مشاركة الاخوان السنة في الانتخابات، وهي تناشدهم الاستجابة لدعواتها بخوض الانتخابات وعدم مقاطعتها"، واكد ان"السيد السيستاني سيدعم اي شخصية عراقية يجمع العراقيون على اختيارها بغض النظر عن انتمائها الديني او العرقي او الايديولوجي، شريطة توافر ما يثبت نزاهة الانتخابات". ونفى الربيعي ان يكون السيستاني قد دعا الى تشكيل قائمة شيعية موحدة، ولفت الى ان ممثل المرجعية العليا التقى طوال الفترة الماضية وفوداً من جميع فئات الشعب العراقي من دون تمييز او تفضيل. وانتقد المتحدث باسم آية الله الفياض فتوى الشيخ محمد اليعقوبي، احد المراجع الشيعية، والتي عدّ فيها المشاركة في الانتخابات"اوجب من الصلاة والصوم"، وقال ان"الصلاة عمود الدين وما من أمر يوازيها منزلة".