وجهت المفوضية العليا للانتخابات في العراق دعوة الى الراغبين في الترشح للانتخابات للاتصال بها"لتسهيل تسليمهم الوثائق المتعلقة بالعملية الانتخابية"، ونفت في الوقت نفسه توزيع اي استمارات انتخابية في اي محافظة عراقية. واعلن"المجلس السياسي الشيعي"الذي يضم تنظيمات وشخصيات سياسية اسلامية شيعية بينها التيار الصدري وزعيم"المؤتمر الوطني"احمد الجلبي، تشكيل قائمة انتخابية شيعية وطنية موحدة ومفتوحة، تضم كل الاحزاب والقوى الدينية والسياسية الشيعية، وقال ان تحركه يحظى بتأييد المرجعية الدينية في النجف. وجهت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق دعوة، عبر الصحف، الى الراغبين في الترشح من"كل الكيانات السياسية احزاباً او منظمات او افراداً"للاتصال بها بواسطة"الهاتف او البريد الالكتروني لغرض التنسيق والتعاون وتسهيل تسليمهم كل الوثائق المتعلقة بالعملية الانتخابية وبالتصديق على الكيانات السياسية والائتلافات". من جهة أخرى، نفت المفوضية العليا توزيع اي استمارات انتخابية في اي محافظة في العراق. واكدت ان ما يقوم به البعض من طباعة وتوزيع استمارات انتخابية وهمية لا يخرج عن كونه عملاً يراد به تعطيل العملية الانتخابية في العراق. واشار الناطق الرسمي باسم المفوضية فريد ايار الى ان الاستمارات المتعلقة بتصديق المعلومات في سجل الناخبين ستوزع على المواطنين بداية الشهر المقبل مع توزيع الحصة التموينية الشهرية، وستكون موقعة باسم المفوضية وتحمل شعارها وتوزع وفق تسلسل خاص، وقال ان"بعض الجهات ربما أخذتها الحماسة للانتخابات، ما جعلها توزع استمارات للحصول على اصوات الناخبين"، مشدداً على ان الانظمة الصادرة عن المفوضية ولوائح السلوك تمنع هذه التصرفات. من جهة اخرى، افاد ايار ان المفوضية ستبدأ قريباً زيارة مقرات الاحزاب والحركات والهيئات السياسية والدينية لتعريفها بطبيعة سير العملية الانتخابية وآلية العمل التي ستعتمدها المفوضية وشرح كل التفاصيل حولها، لافتاً الى ان هذه الزيارات تأتي ضمن صميم عمل المفوضية وهي تشمل كل القوى السياسية الممثلة وغير الممثلة في الحكومة العراقية الحالية، ودعوتها لخوض الانتخابات. في غضون ذلك، بحث نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في النجف مسألتي الانتخابات والامن. وقال صالح للصحافيين في ختام اللقاء الذي حضره وزيرا الدولة لشؤون الامن الوطني قاسم داود والصحة علاء عبد الصاحب العلوان ان"الحكومة مصممة على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد". واضاف ان"اسابيع عدة تفصلنا عن هذا الاستحقاق. وسننجح بفضل الناس الخيرين امثال السيد السيستاني". ووزعت لجان شعبية أمس في النجف استمارات على المواطنين في ما يشكل عملية احصاء وتسجيل لاسماء الناخبين. وتم تشكيل اللجان بدعوة من السيستاني من اجل تشجيع المشاركة في التصويت. وكان المرجع الشيعي طلب من المواطنين قبل فترة تسجيل اسمائهم في سجلات الناخبين التي سيبدأ العمل بها مطلع الشهر المقبل. وقال في فتوى"يجب على جميع المواطنين المؤهلين للتصويت من ذكور واناث التحقق من ادراج اسمائهم في سجلات الناخبين بصورة صحيحة". الى ذلك، دعا السيستاني الى بذل جهود حقيقية لبناء اجهزة الشرطة واعطائها الصلاحيات وتزويدها بالسلاح من اجل استتباب الامن. واعلن"المجلس السياسي الشيعي"تشكيل قائمة انتخابية شيعية وطنية موحدة ومفتوحة، تضم كل الاحزاب والقوى الدينية والسياسية الشيعية لخوض الانتخابات المقبلة، مشيراً الى انها"تحظى بدعم وتأييد المرجعية الدينية في النجف". وقال سكرتير المجلس حسين الموسوي ل"الحياة"ان"القائمة مفتوحة على كل مكونات الشعب العراقي من سنّة واكراد وتركمان ومسيحيين وصائبة ويزيديين وغيرهم"، مشيراً الى ان"سعي الشيعة لتشكيل قائمة انتخابية خاصة بهم يهدف الى حصولهم على التمثيل الحقيقي والفعلي لعددهم، نسبة الى عدد سكان العراق الكلي. وأكد ان القائمة المشكلة"تحظى بدعم ومشاركة كل القوى السياسية والدينية الشيعية، وانها تحظى بدعم وتأييد المرجعية الدينية في النجف متمثلة بآية الله السيستاني". واشار الموسوي الى ان المجلس يضم اكثر من 38 حركة وحزباً سياسياً، اضافة الى هيئة المرأة واخرى للعشائر ومؤسسات مجتمع مدني. وهو بتشكيلته النهائية يضم الشبك والكرد الفيليين وهؤلاء يجمعهم المذهب الواحد. واكد ان"القوى المنضوية تحت لواء المجلس تسعى كلها لتثبيت حقوق الشيعة التي عملت الانظمة السياسية السابقة التي توالت على حكم العراق على هدرها". ونفى سكرتير المجلس اناطة المجلس قيادته او قيادة حملته الانتخابية الى شخصية بعينها، موضحاً ان المجلس قرر ان تكون قيادته جماعية تتمثل بالمكتب التنفيذي الذي يضم 13 شخصية سياسية شيعية بينها احمد الجلبي واحمد البراك وسلامة الخفاجي ومحمد عبدالجبار الشبوط وعبدالكريم المحمداوي ونجم الجابري ونجم البولاني وجواد العطار وغيرهم. في غضون ذلك كشف"الحزب الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارازاني وجود اتصالات مكثفة بين الاكراد والشيعة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين ولطمأنة الشيعة الى ان الفيديرالية التي يطالب بها الاكراد لا تعني الرغبة في الانفصال او تكريس التقسيم. وقال عارف طيفور، عضو اللجنة المركزية ل"الحزب الديموقراطي"ان"الاكراد يطالبون بمنح دور اكثر فعالية للقوى السياسية العلمانية والاحزاب الدينية المعتدلة"، مشيراً الى ان"هذه القوى تؤمن بحقوق الاكراد وتسعى لضمانها في تشكيل كيان عراقي فيديرالي موحد". ولفت الى ان"الشيعة والاكراد من شرائح المجتمع العراقي الأكثر تضرراً من النظام السابق. وقاتلا سوية لإسقاطه طيلة السنوات الماضية". وأشار الى ان"بعض الأكراد يفضلون مقاطعة الانتخابات ... خشية ان تفرز نتائجها برلماناً يعمل على اجهاض الفيديرالية التي يطالب بها الاكراد". واوضح ان"هذه الأوساط تتوقع ان يضم البرلمان المقبل بين صفوفه من يسعى الى تحجيم العديد من المنجزات التي حققها الاكراد وأقرت في قانون ادارة الدولة الموقت"، وقال ان"الاكراد سيعملون جاهدين للتصدي لاي محاولة تهدف الى تعديل القانون"، مشيراً الى وجود احزاب سياسية وشخصيات شيعية"ترتبط مع الاكراد بتحالفات، تساند بموجبها توجهاتهم القومية".