كثفت جهات سياسية اتصالاتها بالنجف لأخذ موافقتها على تأجيل موعد الانتخابات البرلمانية الى ما بعد مناسبة عاشوراء لقطع الطريق أمام استثمار المناسبة انتخابياً وتحميلها أبعاداً طائفية، فيما أكدت مصادر مقربة من المرجعية الدينية ان قوى سياسية شيعية تطالبها بالتدخل لإعادة إحياء «الائتلاف» الشيعي بعد تعرضه لانشقاقات عدة. وقال السياسي المستقل عبد الأمير الحبوبي إن «الأحزاب الدينية المتنفذة تتعمد إجراء الانتخابات في تزامن مع مناسبة عاشوراء على غرار ما حصل في انتخابات المحافظات الأخيرة». وأضاف في تصريح إن «أساليب الأحزاب الدينية باتت مكشوفة وعلنية. إنها تستغل المناسبة في التجييش الطائفي. مثلما فعلت خلال الانتخابات البرلمانية الأولى عام 2005 وانتخابات مجالس المحافظات بداية العام الحالي. الغريب في الأمر ان موعد الانتخابات في التقويم الميلادي يتم تعديله مرات ليتزامن مع المناسبة التي تحتسب بالتقويم الهجري». وطالب الحبوبي «بتدخل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي للنظر في هذا الموضوع والضغط على مفوضية الانتخابات لتغير موعد الانتخابات الى ما بعد عاشوراء». ويتفق رئيس قائمة «النخب المستقلة» في النجف حسين جابر مع الحبوبي ويقول ان «هناك مراكز دراسات تعمل لمصلحة أحزاب متنفذة تشير عليها بأن تكون الانتخابات في مناسبات دينية لتتمكن من التأثير في الناخب من خلال تأجيج المشاعر». وأضاف جابر في تصريح الى «الحياة» ان «الأحزاب المتنفذة تحاول العزف على الأوتار الدينية وهي بدأت منذ الآن استخدام اسم المرجعية الدينية في النجف لدعم موقفها». إلى ذلك أكدت مصادر مقربة من مكتب المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني ان «أطرافاً تسعى لدى المرجعية كي تتدخل في إعادة تشكيل الائتلاف الشيعي». وأضاف ان «العراق يمر بفترة حرجة وهنالك ضغوط خارجية وداخلية والبعض يرى ان على المرجعية دعم الائتلاف». ولفت الى ان «المرجعية لن تدعم الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات المقبلة حتى لو تدخلت في إعادة تشكيله». لكن الأستاذ في الحوزة العلمية في النجف السيد صادق البكاء استبعد ان «تتدخل المرجعية مرة أخرى في رسم التحالفات السياسية المستقبلية أو تدعم جهة معينة دون أخرى». وأضاف ان «المرجعية تشعر بالندم لتدخلها السابق في تحالفات سياسية ذات صبغة طائفية، فكيف لها ان تتدخل في هذا الوقت والشعب يشعر باليأس من هذه التكتلات الحزبية الضيقة التي عملت لمصلحتها الخاصة طوال الفترة السابقة»، مشيراً الى ان «السيستاني نأى بنفسه عن التدخل في دعم أي جهة سياسية أو في تشكيل ائتلافات حزبية». وكان نجل المرجع الديني آية الله الشيخ بشير النجفي، الشيخ علي النجفي أكد ل «الحياة» ان المرجعية لن تتدخل في الانتخابات المقبلة ولا تدعم قائمة أو شخصية سياسية على حساب أخرى»، وأضاف ان «المرجعية تدعو الى المشاركة الواسعة في الانتخابات». من جهته، قال رجل الدين في الحوزة رضا معاش ان «قيادات الائتلاف العراقي الموحد بدأت تطرق الأبواب لإعادة تشكيل الائتلاف بضغط من المرجعيات الأخرى بعدما رفض السيستاني التدخل». وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «نائب رئيس الجمهورية القيادي في «المجلس الإسلامي الأعلى» عادل عبد المهدي زار المرجع الشيرازي في كربلاء وخلال هذا الأسبوع لم يخل بيت المرجع محمد سعيد الحكيم من سياسيي الائتلاف الذين يوصلون رسائل إلى المرجعية ان هناك مخاطر جمة تحيط بالعملية السياسية وأبناء المذهب الشيعي وعليها التدخل في هذا الوقت وإعادة الخارجين عن الائتلاف للانضواء في قائمة موحدة»، مشيراً الى ان «المرجع الحكيم وبعض المراجع الأخرى تدخلت في التوصل الى اتفاق بين الأطراف المتنازعة»، وقال: «على رغم الضغوطات على المرجعية من السياسين لكنها تصر على أن يكون الانتخابات بنظام القائمة المفتوحة وتعدد الدوائر». وتعاني كتلة «الائتلاف» من انشقاق كبير بين قطبي الكتلة السابقين «حزب الدعوة» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي و «المجلس الأعلى» بزعامة عبد العزيز الحكيم.