أظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني في موضوع الانتخابات "تعادلا" بين التيارين "الفتحاوي" و"الاسلامي" في الشارع الفلسطيني، بينما أبدى 30 في المئة من الفلسطينيين عدم تأييدهم أياً من التيارات السياسية على الساحة. كما اظهر الاستطلاع تراجعاً في نسبة المؤيدين للرئيس ياسر عرفات الذي حصل على أقل من 50 في المئة من اصوات المستطلعة اراؤهم، لكنه بقي الشخصية الاكثر شعبية في اي انتخابات مستقبلية، تلاه امين سر حركة "فتح" المعتقل في السجون الاسرائيلية مروان البرغوثي في المرتبة الثانية، ومسؤول حركة "حماس" في الاراضي الفلسطينية محمود الزهار في المرتبة الثالثة. أظهر الاستطلاع الذي اجراه "برنامج دراسات التنمية" في جامعة بيرزيت في موضوع الانتخابات ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين تؤيد في المرحلة الحالية اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية. وايد 73 في المئة من المستطلعة اراؤهم اجراء انتخابات رئاسية، فيما وصلت نسبة التأييد لاجراء انتخابات تشريعية الى 82 في المئة، وارتفعت هذه النسبة لتصل الى 85 في المئة في خصوص الانتخابات المحلية. الا ان هذه النسبة انخفضت الى 68 في المئة عندما سئل المشاركون في الاستطلاع هل ينوون المشاركة في هذه الانتخابات، في حين اعلن 71 في المئة انهم لن يقاطعوا الانتخابات في حال دعت المعارضة الى ذلك. وفي تطور لافت يظهر تنامي التيار الاسلامي في صفوف الفلسطينيين، قال 34 في المئة انهم سينتخبون "كتلة فتح" ومناصريها اذا أجريت الانتخابات على أساس كتل انتخابية، فيما اعلن 32 في المئة انهم سينتخبون كتلة التيار الاسلامي حماس والجهاد ومناصريهما، فيما حصل التيار اليساري فصائل اليسار على اربعة في المئة فقط، وقال 30 في المئة انهم لن ينتخبوا ايا من الكتل الثلاث. وحصلت "فتح" على 29 في المئة من الاصوات، فيما حصلت "حماس" على 24 في المئة، و"الجهاد" على ثلاثة في المئة. واحتفظ اليسار بالنسبة نفسها 4 في المئة، وقال 39 في المئة انهم لا يؤيدون ايا من الحركات او الاحزاب الفلسطينية على الساحة. ولفتت نتائج الاستطلاع، على ما يبدو، الى ان "معيار" شعبية الشخص الذي يراه الفلسطينيون صالحا لتولي منصب رئاسة السلطة، يتراوح بين "اسير" محاصر في المقاطعة هو الرئيس الفلسطيني، و"اسير" داخل السجون الاسرائيلية هو مروان البرغوثي. سيناريوهان لانتخاب الرئيس وعرض على المستطلعة اراؤهم سيناريوهان مختلفان لانتخاب رئيس السلطة، الاول اقترح 11 مرشحا من الاشخاص المقربين من السلطة والتيار الاسلامي والاتجاه الديموقراطي. وحصل الرئيس الفلسطيني على 46 في المئة من الاصوات، فيما حصل البرغوثي على 12 في المئة. اما في ما يتعلق بالاشخاص الذين اقترحت اسماؤهم من المقربين من السلطة، فكانت النتائج كما يأتي: محمد دحلان 1.6 في المئة، صائب عريقات 1.2 في المئة، رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع 1 في المئة، محمود عباس رئيس الوزراء الفلسطيني السابق 0.5 في المئة. ومن بين المرشحين "الاسلاميين" حصل محمود الزهار على 9 في المئة، بينما حصل القيادي في الحركة اسماعيل هنية على ثمانية في المئة. اما من بين مرشحي "التيار الديموقراطي"، فحصل الدكتور حيدر عبدالشافي على تأييد 6 في المئة، ومصطفى البرغوثي سكرتير "المبادرة الفلسطينية" على 1.7 في المئة، وحنان عشراوي على 1.4 في المئة. وفي السيناريو الثاني تجري المنافسة بين عرفات والزهار وعبدالشافي، وفيه ارتفعت نسبة المؤيدين للرئيس الفلسطيني الى 58 في المئة ضد الزهار 25 في المئة في حين حصل عبدالشافي على 13 في المئة فقط. ... ولو لم يترشح عرفات وتختلف الصورة في سيناريو ثالث لا يرشح عرفات نفسه في الانتخابات، اذ اظهرت النتائج ان مروان البرغوثي هو الشخصية الفتحاوية الوحيدة القادرة على الحصول على غالبية الاصوات 51 في المئة، في مقابل مرشحيّن من التيارين الاسلامي و"الديموقراطي". وفي حال خوض دحلان الانتخابات في منافسة مع ممثل "حماس" اسماعيل هنية وممثل "الديموقراطي" مصطفى البرغوثي، حصل وزير شؤون الامن السابق على 14 في المئة من الاصوات، تلاه هنية 40 في المئة والبرغوثي 32 في المئة، فيما حصل الزهار على تأييد 44 في المئة في مقابل عريقات فتح 24 في المئة، وحنان عشراوي 19 في المئة. وهذا هو الاستطلاع ال18 الذي يجريه "برنامج دراسات التنمية" التابع لجامعة بيرزيت، وشمل عينة من 1204 فلسطينيين وفلسطينية في 75 موقعا في الضفة الغربية وقطاع غزة ما بين مدينة وقرية ومخيم، واجري في الفترة الممتدة ما بين 11 / 9 ايلول سبتمبر الجاري.