سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ناطق باسم "حماس" يتحدث عن "نضجها" واستعدادها للمشاركة في اتخاذ القرار السياسي . مصطفى البرغوثي يعلن من القدس نيته خوض الانتخابات "مرشحاً للغالبية الصامتة والقاعدة الشعبية الواسعة"
بدت الساحة السياسية الفلسطينية على ابواب رياح تغيير جذري ساخنة تنبئ بها الانتخابات المقبلة لرئاسة السلطة الفلسطينية بعد اعلان الدكتور مصطفى البرغوثي"سكرتير المبادرة الوطنية"امس رسمياً عزمه على خوض هذه الانتخابات في التاسع من كانون الثاني يناير المقبل وبعد تفجير احد الناطقين باسم"حركة المقاومة الاسلامية"حماس حسن يوسف"قنبلة سياسية"بقوله ان"حماس"تعبر الآن عن"نضجها"السياسي باعلانها انها ستكون شريكة في اتخاذ القرار السياسي. واعتبر مراقبون ذلك"تعبيراً عن براغماتية سياسية"طالما تمتعت بها الحركة في السر وجاء الوقت لأن تطفو على السطح. ويعتبر الدكتور البرغوثي المنافس الاقوى - حتى الآن - لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مرشح حركة"فتح"لرئاسة السلطة، محمود عباس ابو مازن الذي يتمتع بأكبر فرصة للفوز، حسب استطلاعات الرأي واستنتاجات معظم المحللين. وفي الوقت الذي نقل فيه النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي احمد الطيبي عن امين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في احد السجون الاسرائيلية"رغبته بفوز ساحق لمحمود عباس"، بدت حركة"فتح"موحدة امام استحقاق صندوق الاقتراع الذي سيحدد ثقلها السياسي في الشارع الفلسطيني للمرحلة المقبلة رغم ما سجل من"شذوذ"عبرت عنه"كتائب شهداء الاقصى"في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس بتجاهلها عباس واحتضانها لرئيس الحركة فاروق القدومي غير المشارك في السباق الانتخابي. واختار مرشح"المبادرة الوطنية الفلسطينية"مصطفى البرغوثي مدينة القدس مكاناً والتاسع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر، الذكرى السابعة والخمسين لقرار الاممالمتحدة تقسيم ارض فلسطين التاريخية، للاعلان رسمياً عن نيته خوض الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية قبل يومين فقط من الموعد المقرر لاغلاق باب الترشيح. واعلن البرغوثي ترشحه خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق"امباسادور"في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية وذلك في ظل استطلاعات للرأي العام الفلسطيني اظهرت احتلاله المرتبة الثانية بعد عباس من بين ستة مرشحين محتملين. واشارت نتائج الاستطلاع الذي اجرته دائرة المسوح وقياس الرأي العام في الهيئة العامة للاستعلامات في غزة ان عباس يحظى بتأييد 40.5 في المئة من المستطلعة آراؤهم فيما حصل الدكتور البرغوثي على 20.3 في المئة. وقال نحو 16 في المئة انهم لن يصوتوا لمصلحة اي من المرشحين الذين وردت اسماؤهم في الاستطلاع، فيما قال نحو 12 في المئة انهم سيمتنعون عن المشاركة في الانتخابات. وقال البرغوثي 54 عاماً وهو من قرية دير غسانة الى الشمال الغربي من رام الله ولا يمت بصلة قرابة لمروان البرغوثي المولود في قرية كوبر قرب رام الله في بيانه انه قرر الاعلان عن خوضه الانتخابات من مدينة القدس التي حرم الفلسطينيون من حملة هوية الضفة الغربية من دخولها"للتشديد على ان خيارنا رهن بارادتنا وليس ارادة الغير، خصوصاً اسرائيل، وعلى القيادة قرن اقوالها بالافعال". ووصل البرغوثي الى القدس من دون طلب تصريح بدخولها من سلطات الاحتلال الاسرائيلي. وقال انه لا يخوض الانتخابات"من اجل المنصب اومركز في سلطة فلسطينية تقع برمتها تحت الاحتلال، لكن من اجل شق الطريق امام نهج سيبدد نمط الحزب الحاكم الشمولي ونسبة الفوز ب 99.9 في المئة في انتخابات ديموقراطية معتمدة على تعددية سياسية حقيقية". ووصف البرغوثي نفسه بأنه"مرشح الغالبية الصامتة والقاعدة الشعبية الواسعة". ودعا البرغوثي"ابناء وبنات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات الى التطوع"للمساهمة في حملته الانتخابية و"المقتدرين"من الفلسطينيين الى التبرع"بقدر ما يستطيعون". وفي رده على سؤال ل"الحياة"قال البرغوثي انه مع"ترشيد العمل الكفاحي وليس مع الخيار اما المفاوضات او الكفاح بل كلاهما معاً". واضاف:"لا اقبل بإدانة اي عمل مقاوم كفاحي ولكن اعتقد ان عسكرة الانتفاضة اضرت بها". من جهته، دعا حسن يوسف، أحد قادة حركة"حماس"السياسيين، اسرائيل والمجتمع الدولي الى"اقتناص"فرصة التغير الحاصل في حركة"حماس"و"نضج"نهجها السياسي، مشيراً الى ان الحركة"لا تضع اي قيد او فيتو على اي تحرك سياسي يحقق حقوق الشعب الفلسطيني". وقال في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان رغبة"حماس"في ان تكون جزءاً من القيادة الفلسطينية كمرجعية، اي انها ستكون شريكة في اتخاذ القرار السياسي. ولمح يوسف، الذي اطلق سراحه من السجون الاسرائيلية في الاسبوع الماضي بعد اعتقال دام 29 شهراً، الى استعداد الحركة بقبول هدنة و"الاعتراف"باسرائيل. وقال:"ما معنى هدنة بين طرفين؟ ان يقبل الطرف بوجود الطرف الآخر لفترة. الهدنة قد تكون مدتها عشر سنوات او اقل او اكثر". وفي موازاة ذلك، تنتظر الفصائل والاحزاب السياسية الفلسطينية المختلفة نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح في مدينة نابلس بالنظر الى انها تعتبر مؤشراً لثقلها في الشارع ودلالة اولية لما ستتمخض عنه نتائج الانتخابات التشريعية العامة في ايار مايو من العام المقبل كما هو مرجح. وتتنافس ثماني كتل طلابية انتخابية على مقاعد مجلس الطلبة في الجامعة بما فيها الكتلة الاسلامية المتماثلة مع حركة"حماس"و"الشبيبة الطلابية"المتماثلة مع حركة"فتح"اضافة الى احزاب وفصائل يسارية واسلامية اخرى.