أعلن رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري رفض لبنان التهديدات الاسرائيلية لسورية و"لا نقبلها بتاتاً". وقال: "على اسرائيل احترام القرارات الدولية والانسحاب من الاراضي السورية واللبنانية والفلسطينية المحتلة قبل ان تهدد جيرانها". وتجنب الحريري الحديث عن القرار الدولي الرقم 1559 و"ما زلنا نناقشه مع المعنيين، وأفضل عدم التعليق قبل استكمال الاستشارات مع اصدقائنا"، مؤكداً ان "التحرك سيكون بعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان". كلام الحريري جاء في غير تصريح أدلى به بعد محادثات أجراها في بروكسيل مع رئيس المفوضية الاوروبية الجديد مانويل باروزو، والممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا، ومفوض العلاقات الخارجية ريس باتن. وكذلك أجرى الحريري محادثات مع المسؤولين البلجيكيين، الذين تعيش بلادهم اجواء تغيير حكومي، وفي مقدمهم رئيس المجلس النيابي هيرمن دي كرو ووزير الخارجية كارل ووغوشت، تركزت على العلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وفي معلومات ل"الحياة" عن حصيلة لقاءات الحريري الأوروبية في برشلونة ومدريد وبروكسيل، ان أسئلة الأوروبيين تركزت على أمرين: عدم تنفيذ لبنان التزاماته في "باريس - 2" الذي شكّل له فرصة لحل مشكلاته المالية "خصوصاً ان على لبنان أن يساعد نفسه بتطبيقها"، وعلى وضع المنطقة وتعقيداتها وما يمكن ان يقدمه الأوروبيون لاخراج المنطقة من الجمود. وفهِم ان لدى الأوروبيين نية للقيام بمبادرة ما حيال الوضع في المنطقة لا تتعارض مع الجهود الأميركية بل هي مساعدة لها، ستطلق بعد الانتخابات الأميركية. وأفادت مصادر مقربة من الحريري انه ركز مع الأوروبيين على "الحل الشامل والعادل خصوصاً ان الحلول الجزئية لم تؤدِ الى أي نتيجة بل زادت الأمور تعقيداً". وكذلك تطرق الأوروبيون الى القرار الدولي الرقم 1559، ونصحوا الحريري الذي كان مستمعاً، بالقيام بتحرك لاستيعاب الوضع الدقيق. ونقل مصادر الحريري عنه تأكيده "ان لبنان لن يقوم بأي تحرك منفرداً بل سيتشاور في الأمر مع دمشق لأنهما معنيان بالأمر". وكان الحريري قال بعد لقائه مسؤولي الاتحاد الأوروبي ان البحث تركز على العلاقات بين الاتحاد ولبنان و"الرغبة الاكيدة في تطوير علاقاتنا على كل المستويات. وأوضحنا ان ليس لدينا اي تحفظ عن تطويرها". وعن القرار 1559 قال: "تحدث رئيس المفوضية في الموضوع. هم اتخذوا قرارهم الداعم لقرار مجلس الامن، ونحن من جانبنا شرحنا الوضع، لكن التحرك سيكون بعد صدور تقرير أنان". وعن اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون استعداده للانسحاب من غزة، قال: "اظهر شارون بوضوح تام انه ليس رجل سلام، وعندما يتحدث عن الانسحاب من غزة، فإنه يبني في الوقت عينه منازل جديدة في المستوطنات، وهي مستوطنات غير قانونية ومنافية لقراري الاممالمتحدة 242 و 338 . واذا ارادت اسرائيل ان تعيش في سلام فعلي مع جيرانها فالطريق واضح، وعليها احترام قرارات الاممالمتحدة والقانون الدولي والانسحاب من كل الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية التي تحتلها". وأكد ان "العرب مستعدون لصنع السلام مع اسرائيل واتخذوا قراراً استراتيجياً بصنع السلام معها شرط ان تحترم حقوقهم"، معتبراً ان "استمرار اسرائيل في سياستها وبناء المستوطنات، حتى لو كانت ستنسحب من جزء من الاراضي المحتلة، لا يحل المشكلة، بل يوجد المزيد من المشكلات". وعن مصير حكومته أوضح مجدداً: "أعلنا رسمياً انها ستستقيل، لكن الاستقالة تأجلت نحو اسبوع بناء لطلب رئيس المجلس النيابي". وكان الحريري التقى ليل أول من أمس الرئيس العراقي غازي الياور الذي صادف وجوده في بروكسيل، في لقاء تعارف ومجاملة اجريا خلاله جولة في معظم الأوضاع في المنطقة.