أكد الاتحاد الأوروبي قراره ارسال مراقبين لمواكبة الانتخابات النيابية التي ستجرى في لبنان في حزيران (يونيو) المقبل، بعد موافقة الحكومة اللبنانية على ذلك. وتبلغ القرار الأوروبي رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري من المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار في الاتحاد الاوروبي بينيتا بيريرو فالدنر التي التقاها أمس في مقر المفوضية في بروكسيل، وتركزت محادثاته معها على تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأجرى الحريري محادثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي كاريل دو غوش تناولت التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.وأوضح الحريري بعد لقائه فالدنر في حضور النائب غازي يوسف وسفير لبنان في بلجيكا عدنان منصور ومستشاري الحريري هاني حمود ومازن حنا وآمال مدللي، أنه شكر لفالدنر «المساعدة التي قدمها الاتحاد الاوروبي بالنسبة للمحكمة الدولية ودعمه الواضح له، وكذلك المساعدات التي يقدمها الاتحاد بالنسبة لمؤتمر باريس-3 ولاعادة اعمار مخيم نهر البارد». وأشار إلى أنه تطرق معها إلى «عملية السلام في الشرق الاوسط، خصوصاً أنه اصبح من الضروري في هذه المرحلة، ان تكون هناك متابعة جدية من قبل الاتحاد الاوروبي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لأن المنطقة لم تعد تحتمل حصول مزيد من الهزات والحروب العبثية، والسلام بدأ يضيع من بين أيدينا». وقال: «اليوم هناك مبادرة السلام العربية الموجودة على الطاولة والمتعلقة بالسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين». وعن تطور أو تغيير في الموقف الاوروبي في ضوء الانفتاح الاوروبي الاخير على سورية، قال: «بالتأكيد هناك تطور وهذا أمر ايجابي، وبالنسبة للبنان حصلنا اخيراً على مطلب تعيين سفير لسورية في بيروت، وهذا أحد مطالبنا كقوى 14 آذار»، معتبراً أن «الانفتاح الأوروبي يسهم في وضع الامور على مسارها الطبيعي. فلبنان كان يعاني من غياب علاقات ديبلوماسية بين الدولتين، واليوم أصبح هناك تبادل ديبلوماسي». وأشار إلى أن «هناك مساعدة أوروبية لتحديد وترسيم الحدود بين لبنان وسورية، وتوجد بعثة ألمانية تعمل على هذا الموضوع. وهذا ما اكدناه من جهتنا للأوروبيين، ليساعدوا لبنان في انجاز هذه الخطوة». وأضاف: «بالنسبة للانتخابات فان الحكومة اللبنانية وافقت على ارسال مراقبين أوروبيين، وهذا أمر يحرص الاوروبيون على اتمامه، وأكدت لي السيدة فالدنر انهم سيرسلون مراقبين لمواكبة العملية الانتخابية». وعن رأيه في موضوع نقل ملفات التحقيق في جريمة اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري والنظر في مصير الموقوفين، قال الحريري: «أي قرار يصدر عن المحكمة نوافق عليه، ولن نناقش في هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد. سعينا من اجل قيام المحكمة وحصلنا على ذلك ولن نشكك بها، بل غيرنا من يشكك بها ولكن المحكمة أصبحت اليوم حقيقة». والتقى الحريري أيضاً، الرئيس التركي عبدالله غل الذي يزور بروكسيل حالياً، في مقر اقامته في فندق «كونراد»، وجرى خلال اللقاء عرض التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.