وافقت ايران أمس، على تعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم اعتباراً من 22 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، بعد محادثات مع الدول الأوروبية الثلاث: فرنسا وألمانيا وبريطانيا، متجنبة بذلك قراراً محتملاً بإحالة ملفها النووي على مجلس الامن خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر في 25 الشهر. وفيما أوضح نص التفاهم الايراني - الاوروبي ان هذا الاتفاق البعيد المدى "سيقدم ضمانات ملموسة أن البرنامج النووي يقتصر على اهداف سلمية. كما سيقدم ضمانات اكيدة في شأن تعاون نووي وتكنولوجي واقتصادي وتعهدات اكيدة في شأن مسائل امنية"، أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ل"الحياة" ان التعاون الأمني والسياسي مع أوروبا يشمل "مجالات مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وأميركا لا تدخل في هذا المجال. أما إذا أراد الأوروبيون وضع واشنطن في سياق ما جرى من توافق فهذا شأن الاتحاد الأوروبي ولا دخل لإيران بذلك". ويمهد هذا الحل لتوافق نهائي على مرحلتين: الأولى بعد اجتماع مجلس حكام الوكالة والتقرير الذي سيصدر عنه، والثانية بعد ثلاثة شهور تبدأ في مطلع كانون الأول ديسمبر المقبل، بناء على النتائج التي ستسفر عنها أعمال لجنة المفاوضات المشتركة ولجان المتابعة المنبثقة منها، للتعاون الأمني السياسي والاقتصادي والتكنولوجي النووي. وأعلن كبير المفاوضين الايرانيين حسن روحاني نبأ الاتفاق، مشيراً الى أن بلاده ستختبر النيات الأوروبية خلال هذه المرحلة. كذلك، أكدت وكالة الطاقة الاتفاق، في تقرير اشارت فيه إلى ان لا دليل لديها على ان طهران استخدمت مواد مشعة لهدف عسكري. وذكرت الوكالة انها لا تزال تواصل تحقيقاتها في هذا المجال. في المقابل، رأى التقرير ان ايران قامت ب"انتهاكات خطيرة" لالتزاماتها على صعيد منع نشر السلاح النووي، من طريق اخفاء بعض نشاطاتها لغاية تشرين الاول اكتوبر 2003. وأكد روحاني الذي يتولى منصب الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني وقف بلاده تحويل اليورانيوم اعتباراً من 22 الشهر الجاري، معرباً عن امله في ان يعني الاتفاق الذي ابرم مع الاتحاد الاوروبي، ان تبدأ الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مناقشة اسقاط الملف الايراني من جدول اعمالها. وقال: "لا مشكلة اذا ارادت ايران بدء تخصيب اليورانيوم بناء على الاتفاق، ذلك ان الاوروبيين سيدعمون ايران كي تصبح عضواً في نادي اصحاب دائرة الوقود النووي". وقال روحاني إن طهران تريد دورة وقود ذري كاملة، تتضمن تخصيب اليورانيوم، مشيراً الى إن الاوروبيين وافقوا على هذا الهدف وأبلغوا ايران ان عليها فقط وقف نشاطها الذري لشهور وليس سنوات. وأبدت اوساط إيرانية تشكيكها بحجم التنازلات التي قد تكون ايران قدمتها للتوصل الى هذا الاتفاق، على رغم اعتبار روحاني ما تحقق "نصراً لطهران"، ليرد من جانبه على منافسه المتوقع للانتخابات الرئاسية المقبلة علي لاريجاني، ممثل مرشد الجمهورية في المجلس الأعلى للأمن القومي، بالقول إن بعض التصريحات عن الاتفاق مع الأوروبيين يشكل "مبادلة اللؤلؤ بسكر النبات" وهدفها انتخابي. وتنص نسخة عن الاتفاق على ان ايران توافق "طوعاً" على تعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم في انتظار التوصل الى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي يضمن الاستخدامات المدنية للبرنامج النووي الايراني، ويقدم "ضمانات اكيدة" بالتعاون مع ايران. وجاء في النص ان "مواصلة التعليق في وقت تجرى مفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق بعيد المدى، امر اساسي لاستمرار العملية بمجملها".