قال البطريرك الماروني نصرالله صفير ان مجلس الأمن الدولي تدخل في لبنان على خلفية تمديد ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود 3 سنوات ل"يرفع التدخل الخارجي"، معتبراً "ان سورية حتى اليوم هي التي في امكانها ان تفرض من تريد في مركز المسؤولية". وأوضح ان "لسنا نحن من دوّلنا المسألة انما بادرت الدول الكبرى الى تدويلها لأنها رأت ان هناك خللاً في التعاطي". ولم يستبعد ان تكون وراء قرار مجلس الأمن الرقم 1559 "ضغوط اسرائيلية، فاسرائيل كغيرها تسعى الى تحقيق مصالحها". ووصف العلاقة مع فرنسا بأنها "قديمة جداً ولا غرابة اذا ما كانت فرنسا تعنى بشأن لبنان". وأضاف صفير في حديث الى اذاعة "سوا" الأميركية ان ما جاء في بيان المطارنة الموارنة الأخير "ليس السقف الأعلى انما أوردنا حقائق ووقائع علماً اننا ختمناه بأننا لسنا طلاب عداء وخصام مع سورية انما طلاب سلام ووفاق ومودة، لكن الحقيقة يجب ان تقال وهذه المرة سمينا سورية". وأضاف، قلنا ان "سورية ساعدتنا بعض الشيء لكن التعامل مع لبنان لم يكن ليدل الى ان هناك مساعدة الآن كما نراها". وأكد ان "سورية تتحمل مسؤولية كبيرة لكن هذا لا ينفي المسؤولية عن بعض اللبنانيين". وتعليقاً على مقولة ان الخيارات الاستراتيجية اقتضت التمديد للحود، قال: "لا أعرف ما تعني الخيارات الاستراتيجية، لكن يجب ان تحترم خصوصية كل بلد ولا سيما سيادته واستقلاله وقراره الحر"، معتبراً ان "ليس كل الناس مقتنعين بأن ما يحصل في المنطقة استدعى هذا التدبير" التمديد. وعما يقال ان دمشق يهمها رأي بكركي، قال صفير: "نحن نشكر لدمشق هذا الرأي لكن بكركي ليست هي كل لبنان، ونحن كنا نتكلم باسم قسم كبير من اللبنانيين الذين يرون هذا الرأي". وعن دعوة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى استفتاء حول القضايا المصيرية وهل يعني ذلك رضوخاً لرأي الأكثرية، قال صفير: "لقد أجاب من أجاب ان أمين عام "حزب الله" قال ان لبنان ليس هو ديموقراطية فقط انما هو ديموقراطية توافقية. الأكثرية ليست كلها من مذهب واحد او من نوع واحد. ولكن لبنان يتألف من طوائف ولكل طائفة رأي". وعن تعاطيه مع لحود في المرحلة المقبلة، قال: "نحن لسنا ضدّ الأشخاص"، واصفاً دعوته الى الحوار ب"القول الجيد والحسن، لكن يبقى ان يقتنع من سمعوا هذا القول بما قيل". وعن الرسائل بينه وبين دمشق، قال صفير: "ليس من شيء جديد انما هناك من اللبنانيين من يذهبون الى دمشق ويأتون الينا وينقلون كلاماً حلواً ولكن يجب ان يقترن بالأعمال أي ان يكون هناك توافق بين الدولتين بأن تحترم كل دولة استقلال الأخرى وسيادتها وبألا يتعاطوا في الشؤون الداخلية". وعن قرار مجلس الأمن الذي اعتبره البعض تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية، قال صفير: "هذا قول نعم، لكن مجلس الأمن يتدخل في أمور بلد ما عندما يرى ان هناك تدخلاً آخر غير تدخله، لذلك انطلق من هذا المبدأ، لأنه رأى ان هناك تدخلاً في شؤون لبنان من دولة خارجية لذلك تدخل ليرفع التدخل الخارجي". ودعا صفير المسؤولين اللبنانيين الى "ان لا يكونوا خارج الشرعية الدولية خصوصاً ان لبنان عضو فيها ويجب على المسؤولين ان يتعاطوا مع هذا الأمر بطريقة لا تجعلنا خارج الشرعية الدولية". وأكد "اننا لسنا مع فصل المسارين السوري واللبناني لكننا مع الاستقلال والقرار الحر لكل بلد". واعتبر ان نفي الحديث عن تسييس القضاء "لا يكفي انما هناك وقائع عن ان القضاء مسيس". ونفى ان يكون احد من المسؤولين بحث معه في قضية قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، "انما تأتي وفود تطالب باطلاقه ولم يظهر شيء من الدولة". وعن عدم حصول مصالحة وطنية، قال: "كنا ننتظر ان تكون هناك مصالحة تامة لكن لم تحصل عملاً بالمثل فرق تسد، ومعروف من يفرق وذكرناه في النداء". ورأى ان "اتفاق "الطائف" فرض علينا فرضاً لكن لم يكن هناك من وسيلة لاسكات المدفع الا هذا الاتفاق، وقلنا ان فيه ثغرات كثيرة ويجب ان يجلس اللبنانيون لمعالجتها واصلاحها واذ ذاك يكون لنا دستور يرضى عنه كل اللبنانيين".