بيروت - "الحياة"، رويترز وصف البطريرك الماروني نصرالله صفير المساعي الجارية بين بكركي ودمشق، في شأن العلاقات اللبنانية - السورية والوجود العسكري السوري في لبنان، بأنها "في بداية الطريق". وكان الوزير السابق فؤاد بطرس بدأ مسعى أمس بلقائه صفير، علماً انه زار دمشق قبل أيام وقابل الرئيس بشار الأسد راجع ص4. وقال صفير في حديث الى وكالة "رويترز" عقب لقائه بطرس: "من زارونا بعدما ذهبوا الى دمشق نقلوا الينا انهم رووا ما هو جارٍ في لبنان، عن القضية اللبنانية ككل وعن الوجود السوري فيه، لكن هذا ليست له أي نتيجة بعد". وأكد أن جوهر المطالبة بتطبيق اتفاق الطائف لجهة الوجود السوري في لبنان "لم يتغير، أما التعبير عنها فربما يختلف. نحن لا نقيس الأمور بميزان الصيدلي". وتناول صفير الوضع في جنوبلبنان، وقال انه لا يؤيد العمل العسكري للضغط على اسرائيل كي تنسحب من مزارع شبعا. وتابع: "مزارع شبعا لم يكن وضعها واضحاً جداً. منهم من يقول انها للبنان، ومنهم من يقول انها لسورية، ولكن بحسب ما نشرت الجرائد أخيراً يقال ان سورية سلمت الأممالمتحدة إقراراً بأن هذه القرى لبنانية، فإذا كان ذلك صحيحاً يجب أن يعتمد هذا الاقرار من دون حاجة الى اعمال عسكرية. ما عرفناه ان الأممالمتحدة رسمت خطاً أزرق لم يشمل المزارع، والحديث يجب أن يتواصل معها ليشمل الخط مزارع شبعا، وهكذا يجب أن تحل المشكلة سلماً وبالمفاوضات، وليس برمي الحجارة والأعمال العسكرية". ويتوقع أن يزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري بكركي اليوم. ورفض صفير الدخول في تفاصيل هذا اللقاء، وهل هو بمبادرة من بكركي أو بطلب من بري. وقال: "ثمة محادثات كانت جارية بالواسطة منذ زمن وتبلورت بهذا الشكل، وننتظر ما سيقوله لنا. قضايانا معروفة ولا تحتاج أي شرح". وأضاف: "مهمتنا هي ذاتها وليس في هذا أي تراجع، والقضية ان تطبق اتفاقات الطائف ونعرف كيف يجب ان ينتهي هذا الوجود العسكري السوري في لبنان، المستمر منذ 25 سنة". واذ أكد احترامه رأي الرئيس اميل لحود، استدرك ان "هناك عامة الناس وهم الأكثرية، يرون الأمر من زاوية ثانية، ونحن نقول ما يقولونه. مضت على الوجود السوري 25 سنة، واعتقد ان لا حاجة له، وهذا لا يعني من منطلق عدائي بل من منطلق صداقة. واذا كان الجيش السوري على أرضه والجيش اللبناني على أرضه فهذا لا ينفي ان يكون بين الدولتين تعاون وتفاهم وتنسيق وهذا طبيعي ولا حاجة الى جيوش من دولة على أرض دولة ثانية لتكون هناك صداقة، فالصداقة لا تُفرض، وليست لنا عداوة مع أحد، خصوصاً مع دمشق وقلنا أكثر من مرة ان مصلحتنا مشتركة في أن يكون بين سورية ولبنان أفضل علاقة". وأعرب صفير عن امله بنجاح المساعي الجارية وقال: "لا يمكننا ان نقطع الأمل قبل اتمام المسعى". وشدد على ان "القضية ليست قضية وقت. لا هو انذار حربي وليس من منطقنا ولا في مقدرتنا، انما نقول ان الأمور يجب ان تسوى والبلد لا يمكنه ان يعاني أكثر مما عانى". وعن خطوات اخرى في حال فشل المسعى، قال: "نفكر بها، لكل ظرف خطوة وسنرى". وكان رئيس الحكومة رفيق الحريري أعلن في حديث مماثل ان "الجيش السوري خفف وجوده في بيروتوالجنوب والشمال ويسلم المهمات الأمنية للجيش اللبناني". وأعلن مجلس الوزراء الذي عقد جلسة أمس تشجيعه كل المبادرات التي "تثبت الوحدة الوطنية"، وتكرس التفاهم على المسائل الأساسية. وكشف وزير الاعلام غازي العريضي عن "اتصالات مكثفة" وقال: "ليس ضرورياً ان يعلن كل شيء يقوم به أي مسؤول في الدولة، بصدد هذا الامر أو غيره".