أسقط مقاتلون عراقيون من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر طائرة هليكوبتر اميركية خلال اشتباكات عنيفة في النجف، قتل خلالها 16 شخصا بينهم جندي اميركي، وأدى انفجار سيارة مفخخة قرب مركز للشرطة في جنوب العاصمة العراقية الى مقتل 9 عراقيين بينهم خمسة من عناصر الشرطة .واعلن "جيش المهدي" بزعامة الصدر امس الجهاد ضد القوات البريطانية التي حاصرت احد مكاتبه في البصرة. واتهم انصار الصدر الاميركيين باختلاق الازمة في النجف وفي مدينة الصدر، معلنين انهم سيلقّنونهم "دروساً جديدة". وأدت المعارك في النجف الى مقتل واصابة عدد غير محدد. واتهم وزير الداخلية فلاح النقيب محطات فضائية عربية بتأجيج الصراع معلناً استمرار المعارك في النجف، وقال ان الشرطة قبضت "على كثيرين من جماعة ابي مصعب الزرقاوي وجماعات اخرى...". أسقط مقاتلون موالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر طائرة هليكوبتر اميركية امس في اشتباكات عنيفة في النجف، وقال ناطق عسكري اميركي ان افراد طاقم الطائرة أصيبوا وتم اجلاؤهم. وقال مساعدون للصدر ان ميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها رجل الدين أسقطت الطائرة. وهذا أعنف قتال في النجف منذ انتفاضة الصدر في نيسان ابريل وايار مايو. وتضم المدينة المزارات الشيعية. واعلنت وزارة الصحة العراقية ان شخصين على الاقل قتلا في الاشتباكات وان ثمانية جرحوا. كما قتل شخص اخر وجرح اربعة عندما سقطت قذيفة "هاون" على مستشفى في المدينة. واوضح الجيش الاميركي ان القتال بدأ عندما تعرض مركز شرطة لهجوم "عدد كبير من المعتدين" الذين يعتقد بأنهم اعضاء في "جيش المهدي". وجاء في البيان ان المهاجمين استخدموا اسلحة الية وقذائف صاروخية وقذائف "هاون" واسلحة خفيفة في الهجوم على مركز الشرطة. واضاف ان "حراس الامن العراقيين عززوا على الفور مركز الشرطة ونجحت الوحدتان في الدفاع عن المركز وصد المهاجمين. ولدى وصول قوات مشاة البحرية انسحب افراد "جيش المهدي" الى مناطق منعزلة من المدينة". واعتبر الجيش الاميركي "الهجوم انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف النار الذي تم التوصل اليه بين قوات التحالف والصدر". لكن الشيخ محمود السوداني الناطق باسم الصدر قال ان القوات الاميركية والشرطة العراقية هي التي بادرت بشن الهجوم وان رجل الدين أصدر اوامره بعدم الرد. وفي مدينة البصرة هدد أنصار الصدر بانتفاضة جديدة امس اذا لم يفرج عن عناصر "جيش المهدي" اعتقلتهم القوات البريطانية. وقال شهود ان القوات البريطانية حاصرت أحد مكاتب الصدر في المدينة وانها تطلق النار في الهواء. واعلن مسؤولون في الحكومة العراقية انه في مدينة محاويل جنوببغداد فجر مقاتلون سيارة ملغومة واطلقوا وابلاً من النار على مركز للشرطة فقتلوا 9 اشخاص واصابوا 24 آخرين. وقال صباح كاظم الناطق باسم وزارة الداخلية انه قبل هجوم محاويل أطلق ملثمون النار على مركز للشرطة ولاذوا بالفرار. واضاف ان اثنين من كبار ضباط الشرطة قتلا امس في بلدة المسيب القريبة من محاويل. وأصبحت مواقع الشرطة والحرس الوطني العراقي اهدافاً لهجمات المسلحين الذين يعارضون الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وخاض مسلحون معارك شوارع ضد قوات الشرطة في الموصل اول من امس بعد شن هجمات على مركز شرطة ومحطة كهرباء ومستشفى. واعلن الجيش الاميركي في بيان ان ثمانية مسلحين قتلوا اثناء الاشتباكات التي استمرت نحو ثلاث ساعات لكن قتل ايضا أكثر من 14 مدنياً واصيب 31. وقال وزير الداخلية فلاح النقيب ان "المواجهات ما زالت مستمرة امس في النجف وان اخوانكم الشرطة يحققون انتصارات على رغم تجهيزاتهم المتواضعة". واوضح ان دوي تبادل النار بالاسلحة الثقيلة كان يُسمع في المدينة. وقال الشيخ احمد الشيباني الناطق باسم الصدر "نحمل محافظ النجف مسؤولية ما يجري حالياً في المدينة. فمنذ ان تسلّم مهماته، يحاول هذا الرجل التخلص من مقتدى الصدر وحركته". من جهة اخرى، اوضح النقيب ان "قوات الشرطة العراقية قبضت على الكثير من جماعة ابي مصعب الزرقاوي وجماعات اخرى هدفها التخريب كانت وراء عمليات التفجير في بغداد ومناطق اخرى من العراق". واضاف ان "الشرطة قبضت كذلك على مجموعات من لبنان وايران وعراقيين مرتزقة يعملون معهم من اجل قتل العراقيين". وعما اذا كان يتهم اياً من دول الجوار، قال الوزير العراقي "نعم" من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وبالنسبة الى ارسال قوات عربية واسلامية الى العراق، اوضح النقيب ان "هذه القوات ستكون هي الاخرى هدفاً وستتكبد خسائر وان من يستطيع ان يحفظ امن العراق هم ابناء العراق انفسهم".