خيم الهدوء على النجف والكوفة أمس بعد الاعلان عن اتفاق بين القوات الاميركية والزعيم الشيعي مقتدى الصدر على اجراءات جديدة لترسيخ هدنة هشة وانهاء اسابيع من القتال بين الطرفين تقضي ب "اخفاء المظاهر المسلحة" في النجف والكوفة، و"نشر مراقبين محايدين" وانسحاب القوات الاميركية من المواقع القريبة من العتبات الدينية في المدينتين طبقاً لاتفاق تم التوصل اليه الخميس مع "البيت الشيعي". وكان أنصار الصدر قصفوا مركزاً للشرطة ليل أول من أمس في مدينة الصدر في بغداد واشتبكوا مع القوات الاميركية التي قتلت أربعة عراقيين. كما قتل 4 جنود أميركيين في هجوم استهدف آليتهم في بغداد أمس. اعلن الناطق باسم القوات الاميركية الكابتن دوغلاس دوكير الموافقة على انسحاب جزئي لهذه القوات من بعض المواقع في النجف والكوفة وتسليم الأمن في المدينتين الى الشرطة العراقية في اطار اتفاق مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأضاف ان "مجلس النجف اعلن ان الشرطة العراقية ستنتشر داخل وحول المناطق الحساسة في المدينتين. وستنسحب قوات التحالف وتتولى المسؤولية خارج المواقع المقدسة في النجف والكوفة". واضاف ان "الصدر قال انه سيسحب قواته من المدينة اذا ما قامت الشرطة العراقية بتوفير الحماية للمواقع المقدسة. وهذا ما يتوقع ان يقوم به". ولوحظ اختفاء عناصر ميليشيا "جيش المهدي" مساء الجمعة من شوارع الكوفة، خصوصاً من موقعهم الرئيسي قرب مسجد الامام علي، حيث كان مقتدى الصدر يلقي خطبة الجمعة سابقاً. وأكد ابو جعفر، احد مسؤولي "جيش المهدي": "لقد سحبنا مقاتلينا من شوارع الكوفة والنجف". وكان مسؤول في مسجد الكوفة الشيخ محمد الغراوي قال بعد صلاة الجمعة: "سنباشر بعد الظهر بسحب الناس من الشوارع شيئا فشيئا". واضاف ان عناصر الميليشيا الذين يتمركزون بشكل رئيسي حول العتبات المقدسة سيبدأون باخفاء المظاهر المسلحة قبل انسحابهم المحتمل، كما توقع ان يقوم الاميركيون بالامر ذاته. وكان الناطق الرسمي باسم مكتب الصدر في النجف قيس الخزعلي قال سابقاً: "سنخفي المظاهر المسلحة بدءاً من اليوم أمس او غداً اليوم، موضحاً ان ذلك يعني "اخفاء الاسلحة وبقاء المقاتلين في المنطقة". وتم التوصل الى "مبادرة" ليل الخميس - الجمعة بين تيار الصدر والبيت الشيعي يضم كل التيارات والاحزاب الشيعية اثر اجتماعات متتالية ضمت العضو الشيعي في مجلس الحكم احمد الجلبي ومقتدى الصدر ومسؤولي البيت الشيعي في دار الضيافة في مرقد الامام علي في النجف. وفي بيان صدر اثر الاجتماعات قال الناطق الرسمي باسم البيت الشيعي حيدر الصوفي ان المبادرة التي اتفق عليها تنص على "تعزيز وتأكيد وقف اطلاق النار واستكمال سحب المظاهر المسلحة من داخل المدن المقدسة في النجف والكوفة". كما تنص على "نشر مراقبين من البيت الشيعي لمراقبة الخروقات التي تحدث والجهة التي تقوم بها" ومطالبة محافظ النجف عدنان الذرفي ب "نشر قوات الشرطة من اهالي النجف الاشرف داخل المدينة المقدسة لتحل محل الميليشيات". وطالب المجتمعون "قوات الاحتلال بالالتزام بالوجود في النقاط المحددة لها وعدم مداهمة البيوت واعتقال الاشخاص في النجف والكوفة". واعلنت هدنة في 27 ايار مايو في محافظتي النجف وكربلاء بين قوات "التحالف" و"جيش المهدي" لكنها خرقت مراراً. واكد الصدر في رسالة وجهها في اليوم نفسه الى موفق الربيعي مستشار الامن القومي في العراق ان الهدنة تهدف الى انهاء الوضع المأسوي في المدن الشيعية. واعلن خطة لتطبيق هذه الهدنة تقضي ب"الغاء جميع المظاهر المسلحة واشغال المباني الحكومية ... وانسحاب جميع مقاتلي جيش المهدي من غير ابناء محافظة النجف من هذه المدينة والتوقف عن ملاحقة الاشخاص ومحاكمتهم". وقتل اربعة عراقيين وأصيب 8 آخرون في مدينة الصدر في مواجهات بين القوات الأميركية وأنصار الصدر اندلعت ليل الخميس - الجمعة. كما أصيب ثلاثة جنود اميركيين في المواجهات. مقتل اربعة جنود اميركيين على صعيد آخر، أعلن ناطق عسكري اميركي ان اربعة جنود اميركيين قتلوا وأصيب خمسة آخرون بجروح أمس لدى تعرض سيارتهم العسكرية لتفجير قرب مدينة الصدر شرق بغداد. وقال شهود ان المركبة العسكرية التي كانوا يستقلونها دمرت في الهجوم بعد استهدافها بقذيفة صاروخية من طراز "آر بي جي" وقنابل. وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من حطام المركبة فيما كان جنود آخرون يسحبون الجنود الاميركيين الذين تعرضوا للهجوم. وأصيب عراقي بجروح في الانفجار، كما أصيب مصور تلفزيوني بجروح حين اطلق الجنود الاميركيون النار في الهواء لتفريق الحشود التي تجمعت في مكان الهجوم. وكان الناطق باسم فرقة الفرسان الاولى المتمركزة في بغداد اللفتنانت كولونيل جيمس هاتون أعلن سابقاً ان "اربعة جنود جرحوا في الهجوم الذي استهدف المركبة". اعتقال أحد أعوان الزرقاوي الى ذلك، اعلنت سلطة "التحالف" في بيان أمس ان الشرطة العراقية اعتقلت احد اعوان الاسلامي ابو مصعب الزرقاوي الذي يعتبر "المشتبه به الاول" في سلسلة اعتداءات وقعت في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. وأوضحت ان "الشرطة العراقية اعتقلت عمر بازياني الارهابي المعروف والمتهم بالقتل في الثلاثين من ايار مايو". واضافت ان "بازياني هو شريك للارهابي ابو مصعب الزرقاوي وهو معروف بعلاقته مع العديد من المجموعات المتطرفة الارهابية في العراق ويشتبه بعلاقته بقتل الكثير من المواطنين العراقيين الابرياء" كما وصف البيان بازياني بانه "احد اهم الاعضاء في مجموعة الزرقاوي". على صعيد آخر، دعا شقيق الرهينة التركي الذي خطفته مجموعة مسلحة في العراق مع مواطن مصري "جمعية العلماء المسلمين" الى التدخل لاطلاق سراح اخيه الذي "لا علاقة له بالسياسة". وفي نداء وجهه عبر قناة "العربية" الفضائية اضاف علي يانك، شقيق الرهينة بولند، ان اخاه ليس لديه اي نشاط سياسي، وكان يعمل سائقا في شركة كويتية لنقل الاغذية الى العراق لتأمين معيشة اولاده الثلاثة.